تشهد مصر سلسلة من الاحتفالات الوطنية والدينية التى تنبئ عن وحدة الصف ووحدة القلب وتعظيم المشاعر الدينية وفيض المنح الإلهية، فقد نجحت الوساطة المصرية فى تحقيق الهدنة فى غزة وإن كنت أتمنى أن يشمل الاتفاق وقف إطلاق النار فى فلسطين كلها وليس غزة حيث ما زال العدو ينهش فى أهالينا فى الضفة بنفس الطريقة فى غزة.. يقتل ويدمر وينزح الأهل من مخيماتهم فى جنين وغيرها.. ونأمل أن يعقبه اتفاق الحل النهائى. ومن احتفالاتنا باتفاق الهدنة وتبادل الأسرى تهل علينا ذكرى 25 يناير ذات الطابع الوطنى عندما وقف رجال الشرطة الشرفاء أمام الاحتلال الإنجليزى فى الإسماعيلية يدافعون عن الكرامة والشرف ضد تدنيس الأرض المصرية واحتلالها.. إنها عقيدة الرجال على مدار الزمان أننا ضد مس ولو شبرا واحدا من أرضنا، وحتى مع الاحتلال كانت المقاومة تسبب قلقا لهم وتقتل منهم الكثير والكثير حتى تحررت الأرض من كل صنوف الاستعمار وحرب 73 كانت تكتب بأسماء شهدائها ودمائهم قصة أروع من الخيال فى الحروب ما زالت تدرس فى الأكاديميات العسكرية وأن الجندى المصرى درع وسيف لكل معتدٍ توسوس له نفسه أنه قادر على مصر. وفى هذه الأيام المباركة احتفل إخواننا المسيحيون بعيد الغطاس واحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج التى جاءت بأعظم فريضة وهى الصلاة، والتى ما زال بنو اسرائيل يشككون فيها رغم مصداقيتها بالعقل والمنطق والإيمان منذ شكك الكفار الأوائل فيها رغم أن سيدنا محمداً حدثهم عن الاسراء ووصف لهم المسجد الأقصى ركنا ركنا وأخبرهم بمن يسير فى الصحراء فى الطريق الى مكة.. أما عن المعراج فالذين يؤمنون بالغيب وقدرة الله تعالى وإنه على كل شىء قدير يؤمنون بما جاء فى آيات الله وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصل الى سدرة المنتهى ودنا فتدلى من العرش، أما إنكارهم للإسراء فلأنه يؤكد أن سيدنا محمداً إمام الأنبياء جميعا وأنه إمام القبلتين.. قبلة إبراهيم وقبلة أنبياء بنى إسرائيل.. ويكفى رده على بنى إسرائيل فى إنكار دعوته: «لو أن موسى بن عمران بينكم ما وسعه إلا أن يتبعنى» ولكنه حقد بنى إسرائيل.. كانوا يريدون نبى آخر الزمان من بينهم حتى يسيطروا على العالم ويبتزوه ويسرقوا موارده ويستوطنوا الأرض كلها، وها هم وجدوا مآربهم من الإمبريالية الصهيونية.. ولكن هيهات!