قطاع الحماية المدنية من أهم القطاعات العاملة داخل وزارة الداخلية؛ والتي لا تقل أهمية عن باقي القطاعات لتعلقه بحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، ودور قطاع الحماية المدنية لا ينصب فقط على إطفاء الحرائق كما هو شائع في أذهان البعض بل يمتد إلى عشرات الأمور الأخرى الحياتية التي قد يصادفها المواطنون في حياتهم.. فالحماية المدنية تقوم بأدوار أخرى مثل إنقاذ حالات مرضية حرجة تعثر نقلها عن طريق سيارات الإسعاف إلى المستشفيات، وإنقاذ أطفال محبوسين داخل منازلهم في غياب الأهل، ويمتد أيضا إلى إنقاذ بعض المواطنين الذين تتعطل بهم المصاعد بأدوار عليا بسبب انقطاع الكهرباء أو تعطل المصاعد نفسها؛ بالإضافة إلى إنقاذ العديد من أرواح الحيوانات. وإذا أردنا أن نعدد المجالات التي يعمل بها رجال الحماية المدنية بصورة يومية سنحتاج إلى عشرات الصفحات التي تجسد بطولة وبسالة هؤلاء الرجال ويكفي ما نراه الآن من الأدوار التي يقوم بها رجال الحماية المدنية في الولاياتالمتحدة في قصة إطفاء الحرائق المشتعلة في ولايتي لوس أنجلوس وكاليفورنيا؛ ليظهر جليا الدور المهم والحيوي الذي يقوم به رجال الحماية المدنية في كل مكان.. ورجال الحماية المدنية في مصر لا يقلون براعة إن لم يتفوقوا على غيرهم من حيث الخبرات والكفاءات الشخصية إلى جانب الاعتماد على أحدث المعدات التي تكفل لهم القيام بواجبهم على أكمل وجه.. ففي هذا التقرير نسرد بعضًا من الحالات التي أثبت فيها رجال الحماية المدنية براعتهم وكيف ألقوا بأنفسهم وسط الخطر لإنقاذ أرواح الآخرين. يبذل رجال الحماية المدنية جهودا عظيمة، بشكل يومي؛ للسيطرة على الحوادث الطارئة، وفي مقدمتها الحرائق التي تشتعل في الشقق السكنية أو مقار الشركات أو المحال العامة أو في أي من المباني من وقت لآخر. ويسطر رجال الحماية المدنية بطولات عظيمة في سرعة التعامل مع بلاغات الحرائق والدقة في إخمادها، وهو ما يلعب دورًا كبيرًا في إنقاذ أرواح المواطنين من الموت حرقا؛ مثلما حدث في حريق منطقة الزرايب بمنشأة ناصر، 35 سيارة إطفاء كافحت لإنقاذ المنطقة من جحيم النار. نشب الحريق في منطقة الزرايب بمنشأة ناصر في القاهرة كوحش جائع خرج من قفصه، يلتهم كل شيء حوله بلا تمييز.. 5 ساعات من اللهيب كانت كافية لتحويل 4 مصانع لتدوير البلاستيك وفرز القمامة إلى رماد.. الحريق الذي التهم المصانع العشوائية، امتد إلى عدد بسيط من المنازل. كانت الشوارع الضيقة عائقًا أمام سيارات الإطفاء، تمامًا كما كانت عائقًا أمام الناس في إنقاذ مصدر رزقهم.. سيارات الحماية المدنية لم تستطع الدخول بسهولة، فاضطر رجال الإطفاء إلى حمل الخراطيم على أكتافهم والسير لمسافات طويلة للوصول إلى النيران. رجال الإطفاء كانوا يكافحون ليس فقط ضد النيران، ولكن ضد التعب والإرهاق. بعد ساعات طويلة من العمل، كانت وجوههم مغطاة بالسخام، وملابسهم مبللة بالماء والعرق؛ أحدهم سقط مغشيًا عليه بينما كان يتسلق أحد الأسطح لمحاولة السيطرة على الحريق، حتى هرع أحد شباب الهلال الأحمر نحوه، أعطاه أنبوب أكسجين صغيرًا تساعده على التنفس. وبعد 5 ساعات كاملة، أعلنت قوات الحماية المدنية السيطرة على الحريق أخيرا. حريق العتبة قضى رجال الحماية المدنية أكثر من 8 ساعات في محاولة إخماد حريق هائل نشب في مخزن ملابس بمنطقة العتبة، والتهم مبنى كاملاً وتسبب في خسائر بملايين الجنيهات. بدأت الواقعة بتلقي غرفة عمليات النجدة، بلاغا بنشوب حريق في مخزن ملابس بعقار في شارع الرويعي، بمنطقة الموسكي في وسط القاهرة. وتصاعدت ألسنة اللهب وامتد الحريق إلى مخازن الملابس والأجهزة الكهربائية الموجودة في العقار، بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال من جلد وبلاستيك وأخشاب، فخرج الوضع عن السيطرة حتى التهمت النيران المبنى بالكامل. وأثناء عمليات الإطفاء سقطت واجهة العقار، ما أثار الذعر بين الأهالى وأصحاب المحلات الذين تجمعوا بالمنطقة. انتقلت الأجهزة الأمنية وقوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، وتم فرض كردون أمني، مع الدفع ب12 سيارة إطفاء و5 سيارات إسعاف للمكان، في محاولة للسيطرة على الحريق قبل امتداده للعقارات والمحلات المجاورة. وأجلت القوات الموجودة في مكان الواقعة الباعة المتجولين، الذين حاولوا إنقاذ بضائعهم، كما أخلت العقارات المجاورة لحريق مخزن الموسكي من سكانها، استغرقت مكافحة النيران ساعات طويلة، ووقعت حالات اختناق، ولكن لم يسفر الحريق عن أي وفيات. وفي أروقة المنوفية وميادين الجيزة وشوارع القاهرة، كانت قوات الحماية المدنية تواصل الليل بالنهار لتلبية نداءات الحالات الإنسانية، ليس فقط كواجب وظيفي، بل كرسالة سامية تؤمن بها؛ ففي المنوفية وصلت استغاثة من سيدة مقيمة بدائرة مركز شرطة قويسنا، تعاني عجزا عن الحركة وتحتاج إلى تدخل فوري لنقلها إلى المستشفى، ودون تأخير، انطلقت فرق الحماية المدنية إلى موقع البلاغ، مسطرة ملحمة إنسانية جديدة. لم تكن مهمتهم مجرد نقل مريضة، بل زرعوا بذور الطمأنينة في قلبها وقدموا لها الرعاية اللازمة حتى وصلت بأمان لتلقي العلاج. وفي الجيزة، تلقت قوات الحماية المدنية بلاغًا عن سيدة مريضة مقيمة بمفردها في دائرة قسم شرطة العجوزة، سقطت أرضًا وكُسرت يدها، عاجزة عن فتح باب شقتها المغلق. وهنا، تدخلت الحماية المدنية، وساعدتها في فتح الباب وكأنها تفتح نافذة أمل، وحملتها إلى المستشفى حيث تلقت العلاج وسط كلمات امتنان لا تتوقف. أما في القاهرة، فاستجابت قوات الحماية المدنية لاستغاثة مواطنة أخرى، هذه المرة بدائرة قسم شرطة الشرابية، حيث كانت السيدة بحاجة ماسة للانتقال إلى المستشفى بسبب حالتها الصحية الحرجة. لبى رجال الحماية المدنية النداء سريعًا، ونقلوها بأمان لتلقي العلاج، في مشهد جسد شعار وزارة الداخلية: الشرطة في خدمة الشعب. بين السماء والأرض نجحت قوات الحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة في إنقاذ أحد الأشخاص وطفلين محتجزين داخل مصعد بأحد العقارات في منطقة النزهة، تعود تفاصيل الواقعة عندما تبلغ لقسم شرطة النزهة، حدوث عطل فنى بمصعد أحد العقارات كائن بدائرة القسم وبداخله سائق وطفلين، على الفور تم الدفع بقوات الحماية المدنية ونجحت القوات فى استخراجهم بحالة صحية جيدة. كما تمكنت قوات الحماية المدنية بالسويس من إنقاذ سيدة مسنة ورجل مسن توقف بهما الأسانسير بعمارة سكنية بمدينة السلام واحد. وانتقل رجال قوات الحماية المدنية،إلى مكان العمارة السكنية بمدينة السلام، وتبين وجود الرجل والسيدة داخل الأسانسير، بعدما تعطل بهما، واستخدم رجال الحماية أدوات من أجل فتح الأسانسير وإخراج الرجل والسيدة، ونجحوا في إخراجهما سالمين، ووجه المواطنان الشكر لرجال الحماية المدنية لسرعة استجابتهم. كما نجحت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، فى انقاذ طفل يبلغ من العمر 4 سنوات أغلق على نفسه باب الشقة محل سكنه بمنطقة القطامية. البداية كانت بتلقي غرفة عمليات شرطة النجدة بالقاهرة، بلاغا بطلب مساعدة لسيدة بأحد العقارات بدائرة قسم شرطة القطامية، على الفور انتقلت قوات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة لمحل البلاغ وتم التقابل مع ربة منزل، قررت بأنها أثناء خروجها من الشقة لإحضار نجلتها من المدرسة قام نجلها طفل 4 سنوات بمغافلتها ودخول الشقة واغلق بابها من الداخل، ولم يتمكن من فتحه مرة أخرى، وطلبت مساعدتها لفتح الباب. قامت قوات الحماية المدنية بالقاهرة بالتعامل الفورى وإنقاذ الطفل المذكور "دون ثمة إصابات" وتسليمه لوالدته، وتقدمت السيدة بالشكر والتقدير لأجهزة وزارة الداخلية على سرعة تلبية الاستغاثة. ونجح رجال الحماية المدنية في إنقاذ قائد سيارة ربع نقل بعد انقلابها على الطريق الدائري وإحكام غلق بابها، البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بلاغا بوجود حادث انقلاب سيارة وإصابة قائدها وإحكام غلقها بالطريق الدائري- أعلى وصلة العمرانية- بدائرة قسم شرطة الأهرام، على الفور انتقل رجال الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، إلى محل الواقعة، وتبين من خلال الفحص أنه أثناء سير سيارة «ربع نقل» تابعة لإحدى شركات الأجهزة الكهربائية، يقودها أحد الأشخاص يقيم بمحافظة المنوفية، ومصاب بكسور وكدمات متفرقة بالجسم. اختلت عجلة القيادة بيد السائق واصطدمت السيارة بالحاجز المعدني للطريق، ما أدى لسقوط السيارة وانحشارها بالجزء الفاصل بين طريق سيرها والجسم الخرساني للطريق الدائري، ونتج عن ذلك إصابة قائد السيارة، وحدوث تلفيات بالسيارة. ومن خلال استخدام الأدوات والمعدات الحديثة نجح رجال الحماية المدنية فى استخراج قائد السيارة دون حدوث إعاقة للحركة المرورية، وتم نقل قائد السيارة إلى المستشفى لتلقي العلاج. إنقاذ أرواح الحيوانات دور رجال الحماية المدنية ليس فقط إنقاذ الأشخاص بل تطرقوا أيضًا لإنقاذ الحيوانات والطيور في وقائع عديدة. في مشهد تجلت فيه روح العمل والمشاعر الإنسانية الرقيقة، تمكن رجال الحماية المدنية في محافظة الشرقية من إنقاذ "ديك" سقط داخل منور ضيق بين عمارتين في حي مبارك بمدينة الزقازيق، بعد أن فشل الجيران في محاولاتهم لاستخراجه، فأصبحوا يلقون له الماء والطعام من النافذة منذ 5 أشهر. وفور إبلاغ الأهالي، انتقلت قوة من الحماية المدنية وتمكن أحد رجال الحماية من استخراج "الديك" وإنقاذ حياته. وفي القليوبية، أنقذ رجال قوات الحماية المدنية بالقليوبية، قطة كانت محشورة بين باب حديد وباب شقة، في أحد العقارات بدائرة مركز القناطر الخيرية، وجرى نقل القطة إلى مكان آمن بعد إنقاذها. إنقاذ رجال الحماية المدنية للديك وقطة القناطر الخيرية لم يكن الأول من نوعه، بل سبقه العديد من المواقف الإنسانية مع الحيوانات، منها إنقاذ قطة كوبري الفنجري بحدائق القبة، حينما تمكن طاقم إنقاذ تابع للحماية المدنية بالقاهرة، من إنقاذ قطة عالقة فى الكوبرى ووضعها فى مكان آمن، بعد أن تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية، بلاغا من مواطن يفيد بالوضع وعلى الفور تم التحرك والتعامل. هذه كانت مجرد نماذج بسيطة من وقائع لجهود رجال الحماية المدنية، وكما ذكرنا إذا أردنا أن نعدد المجالات التي يعمل بها رجال رجال الحماية المدنية بصورة يومية سنحتاج عشرات الصفحات.. فرجال الحماية المدنية قرروا حمل أرواحهم على أيديهم من أجل إنقاذ الآخرين.. فإنقاذ طفل أو شيخ كبير أو سيدة عجوز أو أي إنسان آخر أو حتى روح حيوان فهي بالنسبة لهم كمن أوتي كنوز الدنيا بأسرها ولكنهم يعملون في صمت. اقرأ أيضا: ماس كهربائي .. حريق «صالون حلاقة» بميدان لبنان | بالصور