(سُبحانَ الذِى أسْرَى بعَبدِهِ ليلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إلى المَسْجِدِ الأقصَى الَّذى بارَكْنا حَولَه لنُرِيَه مِن آياتِنا إنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ) صدق الله العظيم. عشنا ليلة أمس ذكرى رحلة الاسراء والمعراج التى انتهت بفجر يومنا هذا.. فما قصة هذه الرحلة العجيبة التى اختص بها الله جل جلاله رسوله الحبيب؟ فى منتصف فترة الرسالة الاسلامية ما بين السنة الحادية عشرة الى الثانية عشرة من البعثة النبوية وبعد وفاة عم وزوجه الرسول صلى الله عليه وسلم وما عاناه من اهل الطائف من عذاب فكان عاما للحزن بالنسبة له، وأراد الله سبحانه وتعالى إدخال السرور الى قلب رسوله فأهداه رحلة الاسراء والمعراج، وهى تعد من أعجب الرحلات التى قام بها بشر وأغربها، قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم على البراق بصحبة جبريل ليلًا من مكة الى بيت المقدس والمسجد الأقصى بفلسطين وهو ما يسمى بالإسراء، أما المعراج فهو صعود الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس الى السماوات السبع فرأى فى السماء الثانية زكريا وعيسى ابن مريم عليهما السلام، ثم ارتقى للسماء الثالثة فرأى يوسف عليه السلام والرابعة شاهد فيها إدريس والخامسة هارون والسادسة موسى والسابعة إبراهيم عليهم السلام.. ثم انتهى به جبريل الى سدرة المنتهى فأنطقه الله سبحانه وتعالى «بالتحيات المباركات والصلوات الطيبات» ثم فرضت خمسون صلاة على محمد وأمته وخففها الله لتصل الى خمسة فروض فقط.. ثم صحِبَه جبريل مرة أخرى فأدخله الجنة ليرى نعيمها ونهر الكوثر الذى اختصه به الله تكريما له.. كما عرضت عليه النار فرأى عذابها.. ثم عاد مرة أخرى الى بيت المقدس.. كل هذا فى ليلة واحدة أرادها الله الذى لا يُعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء ليدخل السرور على قلب نبيه. ليلة غُسلت فيها أحزان الرسول بعد عام الحزن. فاللهم كما جعلتها ليلة لدخول الفرح والسرور على قلب الحبيب اجعلها ليلة وأيام فرح وسرور على أمته، ونهاية لكل حزن سكن القلوب، وبداية لجبر خواطرنا بعد طول غياب.