اللقاء بالشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى يُعد عيدًا أدبيًا ينتظره جمهور المعرض بشغف كل عام، تزامن اللقاء هذا العام مع مرور 65 عامًا على صدور ديوانه الأول «مدينة بلا قلب» يظل هذا الديوان شامخًا أمام تغيرات الزمن، كما صمدت قصيدة التفعيلة التى رسخها حجازى بجانب كبار شعراء مصر. فى لقائه مع ضيوف المعرض استرجع حجازى قصيدته «طيور المخيم» التى كتبها فى أبريل 1987، متذكرًا المآسى التى عاشها الفلسطينيون آنذاك، وربطها بما حدث لاحقًا فى غزة قائلًا: ما حدث فى الماضى وما يحدث الآن لن يُنسى، فالفلسطينيون عقدوا اتفاقًا مع العالم لا رجعة فيه، وهو أن تعود فلسطين للفلسطينيين. كما أشار حجازى إلى قصيدته «أغنية إلى القاهرة»، التى كتبها عند عودته إلى مصر بعد سنوات من الغياب، واستوحى القصيدة من تجربة مشابهة للشاعر أحمد شوقى عندما كتب قصيدته عن القاهرة بعد عودته من منفاه فى إسبانيا. اقرأ أيضًا | من الأقصر للعالم.. بث مباشر عبر هواتف السائحين| كرنفالات بالزى الفرعونى وناشد حجازى المسئولين أن يعيدوا مهرجان القاهرة الدولى للشعر، وأوضح أن هذا الملتقى ليس مجرد احتفاء بالشعر، بل هو ضرورة لإنقاذ اللغة العربية الفصحى، الحفاظ على العربية هو شرط وجودنا، وأشار بأسف إلى انتشار لافتات كتبت بالعامية عند مداخل المعرض، واعتبر ذلك تقصيرًا فى حق اللغة العربية التى يجب أن تكون واجهة الثقافة المصرية أمام العالم. وردًا على سؤال حول أثر إقامته الطويلة فى فرنسا، قال حجازى: تلك التجربة جعلتنى أستعيد قراءة التراث العربى وأعرف ما كنت أجهله، كانت حريتى فى التفكير والمقارنة سببًا فى تعمقى فى الأدب العربى، إذ عملت أستاذًا للأدب العربى فى الجامعات، مما أضاف لى الكثير، تلك التجربة ألهمتنى قصائد عديدة، منها قصائد «الطلاليات» التى انشغلت فيها بالأفكار والتأملات. كما أعرب عن اعتزازه بالمفكر والمترجم الفرنسى الجزائرى جمال الدين بن شيخ، الذى أهداه حجازى قصيدته «أندلسية». تحدث حجازى عن موقفه من قصيدة النثر قائلاً: «موقفى من قصيدة النثر ينبع من رؤيتى للغة الشعر، التى تحتاج إلى أدوات تنقلها من وظائفها اليومية إلى لغة أخرى رغم اختلافى مع العقاد فى رفضه الكامل لأى تطوير فى الشعر، إلا أننى لا أنكر إعجابى ببعض كتابات شعراء قصيدة النثر». ورغم إشارته إلى التحديات التى واجهها فى بداياته مع قصيدة التفعيلة، دعا حجازى إلى الانفتاح على كل التجارب التى تثرى اللغة والشعر.