قبل أن تمضى أيام قليلة، على دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، حيز التنفيذ، وجهت قوات الاحتلال الصهيوني، فوهات مدافعها تجاه أهالى الضفة الغربية. ولسان حالهم يقول: «لم نشبع بعد من الدماء». سقط فى غزة أكثر من 45 ألف شهيد، ناهيك عن عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين تحت الركام، ولم يشبع قادة الاحتلال، من عمليات القتل والتدمير والتعذيب. فقد بدأوا على الفور، مرحلة جديدة، من الوحشية، فى مدن الضفة الغربية. بدأت بمخيم جنين، الذى تحول لساحات قتل واعتقال عشوائى. ووفق مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، أسفرت العمليات الإسرائيلية فى الضفة الغربية عن مقتل 12 فلسطينيًا على الأقل خلال يومين، ناهيك عن عشرات المصابين. وفر مئات من سكان جنين بالضفة الغربية الخميس الماضى، من المنطقة فى وقت هدم فيه الجيش الإسرائيلى عددًا من المنازل فى اليوم الثالث من عملية موسعة فى المدينة. الى أى جنس ينتمى هؤلاء المتوحشون؟. لا يمكن أن يكونوا بشرا مثلنا. لقد فقدوا كل معانى ومشاعر الإنسانية. وباتوا وحوشا فى صور آدمية، يقتلون ويذبحون بلا حساب وبلا رادع. السلاح المهدى إليهم من الولاياتالمتحدة، فى أيديهم، يطلقونه حيث يشاءون. لا فارق عندهم، بين طفل يلهو أمام بيته، أو أم تعود بالطعام لصغارها، أو شيخ يتوكأ على عكازه. العيب ليس فيهم، حتى لو كانوا فعلا، فقدوا آدميتهم. العيب فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب، التى تدعى الرقى والتقدم وتزعم حماية حقوق الإنسان. والعيب فينا كعرب، حيث انشغل الكثير منا بمصالحه وأمواله، واكتفى ببيانات الشجب والإدانة التى لا تساوى الحبر الذى كتبت به. لقد أطلق الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الضوء الأخضر للمستوطنين وقوات الاحتلال للهجوم على الضفة الغربية، بإلغائه العقوبات التى أقرها سلفه بايدن على بضعة أشخاص من غلاة المستوطنين المتطرفين، وهو ما فسر فى أوساطهم، دعما غير مباشر، وعدم ممانعة من البيت الأبيض لتوسعة مستوطناتهم على حساب الفلسطينيين . آه يا فلسطين، كم يمزقنى تقطيع أوصال أرضك العربية المقدسة، بأيدى أناس متوحشين، جىء بهم من كل حدب وصوب، لكن رغم ذلك، أثق أن نصر الله آت، ولو بعد حين.