في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025 ، تتجلى الأهمية البارزة للفن السابع والمسرح في العديد من الإصدارات التي تتناول مجالات الفن المختلفة بتعمق، وتستعرض أعمال الشخصيات السينمائية البارزة، وتحلل التغيرات التي طرأت على هذه المجالات خلال العقود الأخيرة، كما يدخل العديد من النجوم لعالم الأدب والكتابة سواء من خلال تأليف الروايات أو اليوميات. تأتى البداية مع أحد الكتب البارزة في هذا السياق، وهو كتاب «فن الخيال: تطور السينما المصرية إلى العصر الرقمي»، الذي كتبته الكاتبة المصرية ميرفت أبوعوف، إذ يركز الكتاب على مسيرة السينما المصرية منذ بداياتها الكلاسيكية وحتى العصر الرقمي الحديث، ويناقش الكتاب كيف أثرت التكنولوجيا الرقمية على صناعة السينما المصرية، وما هي الفرص والتحديات التي واجهتها الصناعة في ظل التطورات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في التصوير والإنتاج، ويقدم كتاب «فن الخيال» دراسة عميقة عن التغيرات التي أحدثتها التكنولوجيا في السينما، وكيف أعادت تشكيل تجربة المشاهدة، مما يجعله مرجعًا مهمًا للمهتمين بتاريخ السينما المصرية وتطوراتها المعاصرة. كتاب آخر لافت للنظر هو «الحشاشين»، للكاتب سامح فايز، ويتناول الكتاب بتعمق الجذور التاريخية لهذه الطائفة، وكيف تناولتها الدراما خاصة مع إنتاج أهم عمل تلفيزيوني خلال الفترة الماضية، وهو مسلسل «الحشاشين» الذي قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وجاء من بطولة النجم كريم عبد العزيز، ويقترب الكتاب من أن يكون دراسة فلسفية حول موضوعات تتعلق بالسينما والمسرح، ويطرح تساؤلات عميقة حول الفن والواقع، وكيف جسدت الأعمال أفكار هذه الطائفة، لينقلك الكتاب بين ثنايا الأسئلة المتعلقة بالموت والخلود، وبين تأثيرات الفكر المتطرف على الفن والأدب. يأتي كتاب «يوسف شاهين ورشدي أباظة للناقد السينمائي د. وليد سيف يعود إلى رواد الواقعية» ليقدم لمحة عن مسيرة أهم رموز السينما المصرية، ويقدم هذا الكتاب لمحة عن حياة يوسف شاهين، المخرج العالمي الذي أحدث ثورة في السينما المصرية بأساليبه الواقعية والفنية.. كما يلقي الكتاب الضوء على رشدي أباظة، أحد أشهر نجوم السينما المصرية في الستينات، الذي قدم أعمالاً سينمائية تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ السينما، ولا يمكن أن نتجاهل الكاتب وليد سيف، الذي ساهم في تجديد الواقعية في الدراما المصرية، فمن خلال هذا الكتاب، نتعرف على كيفية تطور أسلوب كل من هؤلاء المبدعين، وكيفية تأثيرهم في جيل جديد من السينمائيين والمخرجين. من ضمن الإصدارات الجديدة التي تلفت الانتباه أيضًا هي رواية «عالم يتنفس الموت»، وهي من تأليف الممثل الأردني منذر رياحنة والدكتورة مارجز حداد، وتتناول الرواية قصة مستوحاة من الحياة اليومية للإنسان، وهي تركز على تحديات الحياة وما يتعرض له الإنسان من صراعات داخلية وخارجية، ويتميز الكتاب بأنه ليس مجرد رواية، بل تم التخطيط لتحويله إلى عمل سينمائي وفني كبير، حيث يستعد المؤلفون لنقل هذه القصة إلى الشاشة الكبيرة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون بين الأدب والسينما في الوطن العربي. من ضمن الكتب الأخرى التي تجذب الانتباه، نجد كتاب «هيدي وأخواتها» للممثلة هيدي كرم.. هذا الكتاب يمثل تجربة شخصية للكاتبة، حيث تقدم تجاربها الحياتية في قالب بسيط وعفوي، ومن خلال الكتاب، تسعى هيدي كرم إلى الإجابة عن تساؤلات متعلقة بالحياة والعلاقات الإنسانية، وهو ما يجعل الكتاب مناسبًا ليس فقط لجمهور السينما والمسرح، بل لكل من يهتم بتجارب الحياة اليومية. كتاب آخر سيتم الكشف عنه في معرض القاهرة الدولي للكتاب هو للكاتب الصحفي محمد خضير، رئيس قسم الفن والسياحة والطيران بمجلة «آخر ساعة»، وهذا الكتاب هو أول أعماله الأدبية التي تتنوع بين القصة القصيرة والرواية، حيث أطلق مجموعته القصصية الأولى «5 ساعات في جبل الموت»، عن دار نشر ابن معيط ، والتي تحمل قصصًا غارقة في أبعاد إنسانية ونفسية عميقة ، كما صدر له أيضا أولى رواياته بعنوان «المهر»، عن دار نشر القاهرة اليوم ، التي تتناول في قالب روائي فلسفي ساخر رحلة البحث عن الهوية والحقيقة. وتقدم المطربة والممثلة اللبنانية دوللى شاهين روايتها الأولى التى تحمل اسم «هودو» والتى شاركت فى تأليفها مع الكاتب محمد المخرنجى، وأيضا الكاتب الصحفى حسن عيسى الذى يعرض له رواية «كدهوون». ويقدم الكاتب الصحفى ماهر زهدى كتابا جديدا يندرج تحت نوعية السيرة الذاتية ويحمل اسم «ملك حزين: سيرة درامية» وهو عمل يتناول حياة وشخصية الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين، الكتاب يهدف إلى استكشاف الجانب الإنساني العميق في حياة هذا الفنان الذي كان رمزًا للبهجة والضحك، لكنه عاش خلف الكواليس حياة مليئة بالتحديات والمآسى، و الكاتب يعتني بتوثيق التفاصيل المهمة التي تبرز الجوانب المختلفة لشخصية إسماعيل ياسين، سواء من الناحية الإنسانية أو الفنية. ويصدر خلال أيام المعرض الكتاب الثانى للكاتب الصحفى محمد سرساوى بعنوان «ميرامار»، والكتاب عبارة عن رواية مصورة ينضم لمشروع نجيب محفوظ المصور، وذلك بمشاركة الرسامة سلمى زكريا كرؤية فنية و تصميم شخصيات ورسوم و تصميم الغلاق ياسمين جبريل والأغلفة الداخلية جوجو. كما يتواجد فى المعرض الكتاب الجديد للكاتب الصحفى محمد الشماع وهو «ميمى شكيب .. سيرة أخرى» الذى يتناول قصة حياة ميمي شكيب التي لم تكن نجمة المسرح والسينما في الثلاثينيات والأربعينيات فقط، بل كانت سيدة نجحت في اختراق الطبقات السياسية الكبرى في زمنها.أيضا هي شخصية أثير حولها الكثير من الجدل حول قضية «الرقيق الأبيض» التي هزت المجتمع في منتصف السبعينيات، وكذلك طريقة رحيلها التي نسجت حولها عددا من الروايات , والكتاب رحلة بحث استمرت لأكثر من 3 أعوام، في العديد من الأرشيفات العربية، وصحف ومحاضر التحقيقات التي كشفت عن مفاجآت. ويظهر فى المعرض أيضا أحدث إصدارات الكاتب الصحفى أيمن الحكيم وهو الكتاب الذى تصدره دار ريشة بعنوان «اللاتي رأين الله.. مثقفات ومتصوفات»، ويعتبر الكتاب إعادة اكتشاف كاتبات وأديبات، مثل عبلة الرويني وسلوى بكر وهالة البدري وضحى عاصي وصفاء النجار، ومخرجات مثل هالة خليل وجيهان الأعصر، ومطربات مثل أم كلثوم وفيروز، وشاعرات مثل علية الجعار، ورائدات مثل أديبة الشرق مي زيادة. ويركز الكتاب أيضا على التجربة النسائية في التصوف كانت هي الأكثر إمتاعا، بدأت بمغامرة لإعادة قراءة تاريخ وأعمال أم كلثوم وفيروز ومي زيادة على أساس صوفي، وخرجت بأول تفسير صوفي لحياة وأعمال هؤلاء المبدعات. ثم كانت تلك المعافرة الطويلة للبحث عن النور في مشوار وأعمال مبدعات، وحوارات عميقة لاكتشاف ذلك النور. وتصدر دار ريشة أيضا الكتاب الرابع للكاتب الصحفى والناقد الموسيقى مصطفى حمدى بعنوان «أيامنا» الذى يعد رؤية موسيقية واجتماعية لمسيرة عمرو دياب. ويصدر الناقد السينمائى رامى متولى كتابه الجديد الذى يسرد خلاله مسيرة النجم أحمد عز الذى كرم بجائزة التمييز خلال الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى، والكتاب بعنوان «حلم عز»، وأيضا الكتاب الجديد للكاتب الصحفى جمال عبد القادر الذى يحتفى خلاله بالممثل الراحل نور الشريف فى كتاب يحمل اسم «نور الشريف .. قراءة فى مشوار الأستاذ». ويطرح أيضًا كتاب «فن ترميم القلوب»، حيث يأخذنا المؤلف أحمد عبدالفتاح، في رحلة عاطفية وإنسانية عميقة، حيث يناقش كيف يمكننا أن نعيد بناء ما تهدم في قلوبنا بفعل خيبات الأمل أو الصدمات العاطفية بأسلوب بسيط ومؤثر، ويدعو الكاتب، القارئ إلى التفكير في أهمية التسامح مع الذات أولًا، قبل الانطلاق إلى فهم الآخرين والتعامل معهم برؤية جديدة. إن الفكرة المحورية في الكتاب هي أن الترميم الحقيقي يبدأ من الداخل، حيث لا يمكننا إصلاح علاقاتنا بالآخرين دون أن نصلح ما بداخلنا. اقرأ أيضا: تعرف على البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ال 56