شهدت الدورة ال56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب عددًا من الفعاليات الثقافية والفكرية المهمة التي تناولت قضايا متنوعة، من بينها ندوة نظمتها رابطة العالم الإسلامي بعنوان "حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية: بين التكريم الإلهي والتحديات الواقعية". اليوم الجمعة 24 يناير 2025 . بقاعة ديوان الشعر "بلازا رقم 1". اقرأ أيضًا| «الفطرة والعقل في مواجهة الإلحاد».. ندوة لجناح الأزهر بمعرض الكتاب 2025 شارك في الندوة كوكبة من العلماء والخبراء، وحاضر فيها أ.د. سامي الشريف – الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية-، والمستشار عدلي حسين –محافظ القليوبية الأسبق–. و أ.د. منى الحديدي –عضو المجلس الأعلى للإعلام و أ.د. عبد الحي عزب -رئيس جامعة الأزهر الأسبق، و أ.د. سوزان القليني –عضو المجلس القومي للمرأة-، وتضمنت الندوة عددًا من المحاور منها : - الحقوق السياسية للمرأة في مصر – تكريم المرأة في التشريع الإسلامي – حقوق المرأة الثقافية والإعلامية – الحقوق الاقتصادية للمرأة في الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية. أدار الندوة الإعلامي. أيمن عدلي –وكيل نقابة الإعلاميين، أ.عاطف مصطفى، المستشار الإعلامي لرابطة الجامعات الإسلامية، وحضرها عددًا من الإعلاميين والصحفيين والمثقفين. تناولت الندوة مكانة المرأة في الإسلام، وأشار الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إلى أن وضع المرأة قبل الإسلام كان مأساويًا، إذ كانت تُعامل كمتاع لا حقوق لها. واستشهد بآية "وإذا الموءودة سُئلت" من القرآن الكريم ليؤكد على مدى الظلم الذي كان يُمارس ضد المرأة في الجاهلية. كما أضاف أن الإسلام جاء ليعيد للمرأة كرامتها ويعطيها مكانتها الحقيقية من خلال المساواة في الحقوق والواجبات. اقرأ أيضًا| غدًا| جناح الأزهر ينظم «يوم في حب الوطن» بمعرض الكتاب في دورته ال56 وتحدث المستشار عدلي حسين عن دور الدولة المصرية في حماية حقوق المرأة، مشيرًا إلى أن هناك نصوصًا دستورية تكفل حقوق المرأة، وأبرزها المادة 11 التي تنص على المساواة بين الرجل والمرأة وحمايتها من التمييز. كما سلط الضوء على الإنجازات التي حققتها المرأة المصرية في مجالات القضاء والحياة السياسية، مشيرًا إلى أن النساء قد تمكنّ من تحقيق العديد من النجاحات بالرغم من التحديات التي تواجههن، ومن أبرز هذه التحديات المعوقات التي تتعلق بالنساء المعيلات. وفيما يتعلق بدور الإعلام والثقافة، شددت الدكتورة منى الحديدي، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على أهمية دور الإعلام في تصحيح صورة المرأة في المجتمع. وأكدت الحديدي أن الإعلام يجب أن يعمل على تقديم محتوى يعزز من وعي المرأة بحقوقها ويبرز النماذج الإيجابية في مختلف المجالات. كما طالبت بتطوير البرامج الموجهة للمرأة لكي تتجاوز القوالب التقليدية وتساهم في توعية الأجيال الجديدة بحقوق المرأة وأهمية مشاركتها في الحياة العامة. وعند الحديث عن التحديات العملية التي تواجه المرأة، سلطت الدكتورة سوزان القليني، عضو المجلس القومي للمرأة، الضوء على معاناة النساء في سوق العمل بسبب التمييز وعدم تنفيذ القوانين التي تكفل حقوقهن. وأشارت القليني إلى ضرورة توعية النساء بحقوقهن الاقتصادية وتعزيز قدرتهن على تحقيق استقلالية مالية، مؤكدة على أن هذا يعد خطوة أساسية نحو تمكين المرأة في المجتمع. وتناولت الندوة بعض الرسائل العلمية التي تناولت المرأة منها رسالة علمية تحمل عنوان «دور إذاعة القرآن الكريم في تنمية المرأة الريفية بالمفاهيم الاجتماعية المعاصرة» للكاتبة الصحفية الباحثة، فتحية شحات محمود السيد. واختتمت الندوة بتوصيات هامة كانت من أبرزها تعزيز دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في نشر الوعي بحقوق المرأة، والعمل على إزالة العوائق المجتمعية التي تحول دون تمكينها. كما تمت دعوة المجتمع إلى ضرورة مشاركة الرجال في الدفاع عن حقوق النساء لضمان تحقيق مجتمع متوازن، مؤكدين على أن الدفاع عن حقوق المرأة هو مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع. وفي نهاية الندوة، وجهت الدكتورة منى الحديدي الشكر لوزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، والدكتور أحمد بهي الدين، على اختيارهما لشخصيتي المعرض لهذا العام، وهما "الدكتور أحمد مستجير" و"الكاتبة الإعلامية القديرة فاطمة المعدول". وأكدت الحديدي أن من المهم إبراز النماذج الإيجابية في المجتمع وتشجيع النساء على أن يكنّ مثالًا يحتذى به في جميع المجالات، مشيرة إلى أن تكريم المرأة لا ينبغي أن يقتصر فقط على الحالات التقليدية مثل الأرملة أو الفقيرة، بل يجب أن يشمل النساء اللاتي نجحن في مختلف ميادين الحياة.