رغم انعقادها على نطاق ضيق داخل إحدى قاعات الكونجرس وبحضور 700 شخص فقط، إلّا أن مراسم تنصيب ترامب تحولت من مجرد حدث سياسى، لاستعراض للثروة والنفوذ، حيث ضمت منصة التنصيب 4 من أغنى 5 رجال على الكوكب، وعمالقة التكنولوجيا وأباطرة الأعمال فى أمريكا والعالم. ووفقاً للإعلام فإن قيمة ثروات حفنة الأثرياء التى احتشدت خلف ترامب، فى مشهد له رمزيته، تتجاوز 1.3 تريليون دولار. وضمت هذه الحفنة إيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم، والرئيس التنفيذى لشركة تسلا الذى تبلغ ثروته 433.9 مليار، وجيف بيزوس رئيس شركة أمازن وثانى أغنياء العالم والذى تقدّر ثروته ب239 مليار، ومارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة ميتا وثروته 216.7 مليار دولار، وبرنار أرنو عملاق الرفاهية الفرنسى وثروته 179.6 مليار دولار، وميريام أديلسون الرئيس التنفيذى لشركة «لاس فيجاس ساندز» وثروتها 32 مليار دولار، بالإضافة للرئيس التنفيذى لشركة «تيك توك»، والملياردير الهندى موكيش أمبانى، والرئيس التنفيذى لشركة أبل، وغيرهم. اصطفاء هذه النخبة لحضور المراسم، رغم محدودية عدد المدعوين، أمر يتسق مع طبيعة ترامب الذى يحكم، ويتصرف، ويتحرك، ويتنفس بمنطق وعقلية رجل الأعمال. لكن ايثارهم بمقاعد قريبة من الرئيس ومتقدمة حتى عن رجال إدارة ترامب الجديدة ونواب الكونجرس والسماح لهم بإحضار أزواجهم بينما حُرم أعضاء بالكونجرس من هذا الإمتياز، أمور تشى بما سيكون عليه التسلسل الهرمى للأهمية والنفوذ فى ولاية ترامب الثانية. هذا التسلسل يثير المخاوف من هيمنة الأوليجاركية «الأقلية التى تملك الثروة والنفوذ» على المشهد الأمريكى خلال السنوات القادمة. وهى نفس الآفة التى لطالما عايرت بها واشنطنموسكو واستخدمتها كذريعة لمصادرة الأموال والثروات بدعوى أنها أموال الأوليجاركية الروسية. ورغم أن الأثرياء المتنفذين ليسوا ظاهرة مستجدة فى أمريكا، لكن المخيف هذا التباهى والخروج بهذا التنفذ السافر للعلن.. يقول المؤرخون أن القوى العظمى فى رحلة انحدارها تعود لغرائزها الأولى، كالتوسع والهيمنة بالمال والاستعمار، وهذا ما نراه فى تهديدات ترامب بالاستيلاء على جرينلاند وقناة بنما وفى مشهد تنصيبه الحافل بالأوليجاركية الجديدة.