عرض فنى مبهر شارك فيه نخبة من الفنانين جسدوا من خلاله تضحيات رجال الداخلية والقوات المسلحة، خلال الاحتفال بعيد الشرطة ال73 الذى شهده الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم. ضم الحفل باقة من النجوم فى مقدمتهم: أحمد بدير وسميحة أيوب وأحمد ماهر وطارق صبرى يتناول بطولات رجال الشرطة.. وتناول العرض تضحيات الأبطال للدفاع عن تراب الوطن على مدار السنين وخاصة فى ملحمة أكتوبر المجيدة، التى قدم فيها أسود الجيش المصرى على الجبهة أرواحهم فداء للوطن كما قامت الشرطة بتأمين البلاد وحمايتها. سلّط العرض الضوء على الدور الكبير لرجال الشرطة قبل حرب أكتوبر وبعدها، ولفت إلى أن أكثر من ألف ضابط وجندى من قوات الأمن المركزى تم تدريبهم فى الجيش الثانى قبل المعركة للتعامل مع الأسلحة الثقيلة فى مواجهة دبابات ومدرعات العدو، لحماية مدن القناة. وكشف العرض محاولات العدو بعد هزيمة أكتوبر فى البحث عن أى انتصار فسعى لاحتلال مدن القناة، إلا أن قوات الأمن المصرية قامت بفتح مخازن الأسلحة وتوزيعها على الأهالى وقوات الدفاع الشعبى فى ملحمة تاريخية شارك فيها 18 بطلا وقائدهم الرائد رفعت شتا قائد الوحدة اللاسلكية والملازم أول عبدالرحمن غنيمة من وحدة الاتصال. ولم يغفل العرض عن إبراز دور المرأة المصرية فى أحداث السويس، وقدرة الأهالى على ردع ومقاومة الاحتلال، وتضحيات القائد نبيل شرف والنقيب عاصم حمودة من أبطال الجيش المصرى مع الفدائيين، بعد أن وضعا خطة الدفاع عن محافظة السويس. وأشار إلى أن البطولات المصرية لا تزال مستمرة والأطماع التى تواجهها مصر حتى اليوم ما زالت قائمة، لافتا إلى أن مصر دائما يبعث لها قائد للدفاع عنها ويحميها ويحررها من أهل الشر ويقضى على الإرهاب. وأعاد العرض جزءا من حديث سابق للرئيس عبدالفتاح السيسى يقول فيه: إن «المساس بأمن مصر القومى خط أحمر ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى»، لتبدأ بعدها فقرة غنائية بعنوان «كل شبر فى بلدى خط أحمر» باشتراك عدد كبير من الفنانين. عقب ذلك تم عرض بطولات «الشهيد النقيب عمر القاضى»، الذى تصدى لمجموعة إرهابية أثناء عيد الفطر 5 يونيو 2019 فى شماء سيناء، ونال الشهادة هو وكل أفراد الكمين من المجندين، واستطاعوا القضاء على 5 إرهابيين. وتم عرض فيلم تسجيلى ضم أغنية توضح أن ما يعيشه المصريون وما يشعرون به من أمان، جاء نتيجة ما دفعه أبطال الشرطة من ثمن فداء للوطن، وتعبر عما عاشه أهالى الشهداء بعد خسارة أبنائهم، وما يقدمه رجال الشرطة من تضحيات للحفاظ على أمن وأمان مصر والمصريين.. وصافح الرئيس السيسى عقب ذلك عددا من قيادات وزارة الداخلية خلال تواجدهم بمحيط النصب التذكارى لشهداء الشرطة. ومنح الرئيس عبدالفتاح السيسى-خلال الاحتفال- أسماء مجموعة من شهداء الشرطة، وسام الجمهورية، تعبيرًا عن التقدير لتضحياتهم الغالية من أجل الوطن وتكريمًا لأسرهم، بالإضافة إلى منح أنواط الامتياز لعدد من ضباط الشرطة، لتميُز أدائهم وتفانيهم فى العمل. وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على مصافحة السيدة راندا محمود عبدالمطلب أم الشهيد عمر القاضى وقبل رأسها عرفانا بتضحياتها ، حيث أهدت سيادته القلادة الخاصة بابنها عمر تعبيرا عن حبها وتقديرها لسيادته. وقالت والدة الشهيد :»أتشرف بوجودى اليوم مع حضرتك ، مقدرة التكريم الذى تقدمه لنا اليوم ، ولدىّ هدية غالية عليا وهى سلسلة ابنى المدون بها اسمه وأقدمها لك لأنها أغلى ما عندى ، وأشكر سيادتك لأنك استطعت استرداد حق ابنى عمر وحق كل شهيد فى مصر ، أشكرك وندعمك فى القضاء على الشر وناسه وأدعو الله أن يحفظك». وقال الرئيس السيسى :»أشكرك باسمى وباسم كل المصريين، وربنا يتقبل الشهيد عمر فى عباده الصالحين، وأن يكون ذخرا لك يوم القيامة ، وأشكرك على الهدية الجميلة من رائحة عمر وسأحتفظ بها بكل حب وتقدير». وأضاف السيسى :»أنا لم أسترد حق أى شخص، ولكن أنتم من قمتم بذلك كمصريين ، وأنا لم أحافظ على البلاد ولكن أنتم من حافظتم عليها بتضحياتكم، وقبلنا جميعا رب العباد الذى يحفظ مصر «..واستطرد قائلا:»أن كل نقطة دم سالت هى التى حافظت على البلاد، وكل روح راحت لربها، وكل إنسان قدم نفسه فداء هو من حافظ على البلاد». وتابع الرئيس :»أقول هذا الكلام دائما من أجل أن يعلم كل المصريين وأكرره ، ولن ننساه أبدا ، كل بيت قدم شهيد أو مصاب لن ننساه ، ونشكره ونقدم له كل الدعم ، ومصر أيضا لن تنساه ، فكل ما تعيشه مصر الآن من أمن وسلام، عبارة عن عرفان يقدم لكل أسرة شهيد، لأن هذا الثمن الذى تم تقديمه غال، وهو أرواح أولادنا». ولفت السيسى إلى أن الشر فى الدنيا لن ينتهى-مثلما تناول الأوبريت الغنائى-.. مؤكدا أن الضمانة لحماية مصر هى من يقوم بحمايتها بتقديم التضحيات ودفع الثمن الصعب رغم أنه مؤلم وقاسٍ خاصة على أسر الشهداء ، وفى النهاية هذا هو ثمن الاستقرار الذى يعيشه 106 ملايين بجانب 9 ملايين ضيف «أى نتحدث عن 120 مليون نسمة». وصافح الرئيس نجل السيدة راندا محمود عبداللطيف وأوصاه ببرها ، كما صافح اللواء حسن أسامة العصرة البطل الذى كان له دور كبير فى معركة السويس وأداه بمنتهى الفدائية والشجاعة والوطنية. كما صافح عدد من أسر الأبطال الذين استبسلوا فى التصدى لمحاولات العدو الغاشم لدخول مدينة السويس فى أكتوبر عام 1973 ومنهم السيدة هبة طلعت شرف كريمة شقيق البطل الشهيد المقدم نبيل شرف نائب مأمور قسم شرطة السويس خلال الحرب، والسيدة أميرة محمد حسن كريمة شقيق البطل الشهيد الرائد عاصم حمودة معاون قسم شرطة السويس فى تلك الفترة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهد الاحتفال بالذكرى الثالثة والسبعين لعيد الشرطة، والذى يوافق 25 يناير من كل عام؛ بمجمع المؤتمرات والاحتفالات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.. حيث بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، للقارئ الشيخ «عزت جمال». حضر الاحتفال رئيس مجلس النواب حنفى جبالى، وشيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ووصل الرئيس إلى مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة؛ وكان فى استقباله وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وفور وصوله، استعرض حرس الشرف، وعزف السلام الوطني، ثم وضع الرئيس السيسى إكليلا من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة، قبل أن يتم عزف سلام الشهيد. وتحتفل مصر فى 25 يناير من كل عام بذكرى عيد الشرطة، ذلك اليوم الذى جسد فيه رجال الشرطة عام 1952، بطولة لم ولن ينساها التاريخ أبد الدهر، بعد أن استشهد فى هذا اليوم نحو 50 من أبطال الشرطة المصرية، وأصيب 80 آخرون، فى سبيل أداء واجبهم المقدس فى الحفاظ على أمن وآمان المواطنين، فكانوا مثالا وقدوة لزملائهم على مر الزمان فى التضحية والتفانى فى العمل؛ حيث كانت منطقة القناة تحت سيطرة القوات البريطانية وفق اتفاقية 1936، والتى كان بمقتضاها أن تنسحب القوات البريطانية إلى محافظات القناة فقط، دون أى شبر فى القطر المصرى، فلجأ المصريون إلى تنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكبدتها خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة؛ وكان ذلك يتم بالتنسيق مع أجهزة الدولة فى ذلك الوقت.