فى 22 أكتوبر 1973 أصدر مجلس الأمن القرار 338 بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العسكرية فى مدة لا تتجاوز 12 ساعة بعدما تقدم الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدةالأمريكية بمشروع القرار.. وافقنا فورًا على قرار وقف إطلاق النار وبعد يومين وافقت عليه سوريا ولم تحدد إسرائيل موقفها منه وعادت لمواصلة عدوانها وقصفت مدينة السويس ودفعت بقوات جديدة فى ثغرة الدفرسوار. وأمام تجاهل إسرائيل أصدر مجلس الأمن فى اليوم التالى القرار 339 الذى يدعو مجددًا لوقف إطلاق النار وعودة الأطراف إلى المواقع التى كانت تحتلها قبل 22 أكتوبر.. ولم ترضخ إسرائيل أيضًا واستمرت فى عدوانها والتقدم داخل أراضينا رغبة منها فى حصار محافظة السويس والجيش الثالث الميدانى.. فأصدر المجلس فى 25 أكتوبر قراره الثالث رقم 340 يدعو للمرة الثالثة لوقف إطلاق النار فورًا وإنشاء قوة طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة بقيادة الجنرال إنسيو سيلاسفو الذى دعا إلى اجتماع لبحث ترتيبات وقف إطلاق النار. وبليل 28 أكتوبر بدأت مباحثات الكيلو 101على طريق القاهرة-السويس بإشراف الأممالمتحدة للوصول إلى تحديد خطوط وقف إطلاق النار وعقد الاجتماع الأول بحضور وفدنا برئاسة اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات فى ذلك الوقت.. والوفد الإسرائيلى برئاسة الجنرال أهارون بارليف وتركزت المناقشات عن الأسرى والجرحى وتزويد مدينة السويس بالمواد الغذائية ومياه الشرب.. وتحديد المواقع التى يمكن أن ترابط بها قوات الطوارئ الدولية.. ورسم خطوط 22 أكتوبر التى ستعود لها القوات تنفيذًا لقرار مجلس الأمن. عند وصول الوفد المصرى لمكان الاجتماع اصطف الضباط الإسرائيليون وقاموا بتأدية التحية العسكرية وردها وفدنا.. وكانت تعليمات الفريق الجمسى لأعضاء الوفد المصرى ألا يبدأوا بالتحية لأنهم فى الجانب المنتصر فى الحرب.. والغريب أن خيمة المباحثات التى أقامها العدو المحتل كانت عبارة عن أرض صحراوية عليها غطاء من المشمع تم ربط أحد أطرافه فى دبابة والآخر فى مدرعة ووضعت أسفل منه منضدة خشبية حولها كراسى للوفدين وممثل قوات الطوارئ.. وكعادة إسرائيل حاول ممثلها التسويف بالحديث عن السلام وعلاقتهم مع العرب وغير ذلك من الموضوعات البعيدة عن النقاط الأساسية للاجتماع.. وللحديث بقية.