جدل مستمر منذ أن أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف، فى اجتماع الحكومة استحداث نظام جديد للمرحلة الثانوية تحت مُسمى «البكالوريا المصرية»، وحتى الآن أولياء الأمور قلقون بشأن مستقبل أولادهم وهناك حالة من الترقب والحذر الشديد من الفكرة بمجرد طرحها. وعقب ما دار خلال اجتماع مجلس الوزراء من نقاش مطول على مدار ساعتين بين الوزراء، شهد موافقة مبدئية على ما تم طرحه، ووَجَّه رئيس مجلس الوزراء بأن تتم مناقشة آليات التنفيذ فى المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعى، قبل بدء التطبيق. ومن هنا بدأت سلسلة لقاءات الحوار المجتمعى حول التفاصيل الخاصة بمقترح شهادة البكالوريا المصرية، بالإضافة إلى مناقشة القواعد العامة لمجموع الدرجات، والمحاولات المتعددة لدخول الامتحان فى المواد المختلفة.. «أخبار اليوم» أجرت حوارًا مع الدكتور أيمن بهاء الدين نائب وزير التعليم، لطرح إجابات وتساؤلات أولياء الأمور لطمئنتهم على مستقبل أبنائهم.. إلى نص الحوار: اقرأ أيضًا | بعد زيارة ناجحة إلى الإمارات| الرئيس السيسى يعود بسلامة الله إلى أرض الوطن لماذا جاءت فكرة «البكالوريا المصرية» فى هذا التوقيت تحديدًا ؟ فى إطار توجيهات القيادة السياسية بتطوير التعليم المصرى لأنه قاطرة المستقبل، فهو مشروع نعمل عليه منذ فترة من أجل القضاء على رهبة الثانوية العامة والغش وإعطاء تكافؤ للفرد ومنح آلية للطلاب لتحديد مجال عملهم المستقبلى من خلال مهاراتهم وقدراتهم العقلية، فنظام شهادة البكالوريا المصرية «بديل الثانوية العامة»، حل العديد من المشكلات التى تُواجه العملية التعليمية، لمدة استمرت لنحو 30 عامًا. وأولياء الأمور قلقون على مستقبل أولادهم من نظام «البكالوريا المصرية»، كيف نطمئنهم؟ لا بد أن يعى أولياء الأمور أن هناك مكونات لمرحلة التعليم ما قبل الجامعى تعتمد على ثلاثة مكونات رئيسية وهى الأول: الإطار العام، وهو ما يحدد ما الذى نريده من الطالب الذى ينهى المرحلة الثانوية، كمواطن مصرى يبلغ من العمر 18 عامًا، الثانى ما المهارات والمعارف المُكتسبة، والسلوكيات والأخلاقيات التى تجعله مواطنًا صالحًا، قادرًا على ممارسة حقوقه السياسية والاقتصادية، الثالث المحتوى والمناهج، وتصميمها بما يناسب احتياجات الطالب. ما العوار فى الثانوية العامة؟ هناك مشكلتان فى هيكل الثانوية العامة، الأولى «جمود المسار»، حيث إن الطالب عقب إنهائه للصف الأول الثانوى يكون أمامه إما اختيار الشعبة الأدبية أو العلمية ولا يمكنه التحرك فيما بينهما إلا بعد إعادة سنة ثانية، والثانية أن الطالب لم يكن أمامه غير فرصة واحدة فقط تحدد مصيره بشكل قاطع، لو لم يوفق يدخل الطالب «دور ثانٍ» ويحصل على 50% من الدرجة. كما أن فرصة صلاحية التحاقه بالتنسيق بها جمود أيضًا لأن صلاحية الشهادة عامان فقط، وحاولنا تخفيف حجم الضغطين النفسى والمادى للطالب وأسرته بتحليل عدد المواد الدراسية، بالإضافة لحل مشاكل الدروس الخصوصية والسناتر المتواجدة فى الثانوية العامة، وفى المقترح الجديد ستكون هناك مرونة فى المسارات التعليمية لدينا 4 شُعب لمرونة التغير بينها، بالإضافة إلى إيجاد أكثر من فرصة للتقدم للامتحان. يرى كثيرون من أولياء الأمور أن «البكالوريا المصرية» نفس نظام التحسين الذى كان مُطبقًا سابقًا، فنرجو توضيح الفرق بين النظامين؟ هناك عدة فروق جوهرية منها أن نظام التحسين، كان الطالب يمتحن كل المواد مرتين فى الصف الثانى والصف الثالث، وكانت هناك اختلافات كبيرة فى درجات المواد عن بعضها البعض، ولم يكن هناك تغيير واضح فى هيكل المواد نفسها ولا تطوير للمحتوى، والأمر مختلف تمامًا مع المقترح الجديد. هل مقترح البكالوريا المصرية سيُقلل من رهبة الثانوية العامة نفسيًا وماديًا للطالب وأسرته؟ نعم لأن هيكل شهادة البكالوريا المصرية، تتكون من مرحلتين هما المرحلة التمهيدية (الصف الأول الثانوى)، التى تتضمن عددًا من المواد الأساسية التى تدخل فى المجموع الكلى، وتشمل مواد التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ المصرى والرياضيات والعلوم المتكاملة والفلسفة والمنطق واللغة الأجنبية الأولى. بالإضافة إلى مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب، وفيما يخص مواد المرحلة الرئيسية (الصفين الثانى والثالث الثانوى)، المواد الأساسية فى جميع التخصصات، بالإضافة إلى المواد التخصصية (يختار منها الطالب مادة واحدة)، كما أن الامتحانات تُتاح بفرصتين فى كل عام دراسى فى شهرى مايو ويوليو لمواد الصف الثانى الثانوى وشهرى يونيو وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوى. كما أن دخول الامتحان للمرة الأولى يكون مجانًا وبعد ذلك بمقابل لكل امتحان قدره 500 جنيه رسم امتحان، وفيما يتعلق بحساب المجموع فتُحتسب درجة كل مادة من مواد الثانوية السبع من 100 درجة، ويكون المجموع النهائى للطالب بجمع الدرجات الحاصل عليها لكل مادة. أما فيما يخص المواد الإضافية، فإنه يجوز للطالب دراسة مواد إضافية بأى مستوى فى حالة رغبته فى تعدد المسارات وذلك بعد انتهاء المسار الأساسى، وأن يكون الحد الأقصى لعدد سنوات الدراسة للمرحلة الرئيسية 4 سنوات بخلاف الصف الأول الثانوى. هل تخفيف عدد المواد الدراسية فى نظام البكالوريا المصرية ييسر الدراسة على الطالب رغم عدم تغيير المناهج؟ نعم بالطبع، ونحن بالفعل بدأنا هذا العام بهيكلة مواد المرحلة الثانوية ثم طرحنا مقترح البكالوريا ضمن مسئوليتنا عن 3 ملايين طالب يدرسون بالمرحلة الثانوية يعانون دراسة 32 مادة، بل تعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية بديلًا عن الحفظ والتلقين، والتعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين على الأقل. هذا بالإضافة إلى الاعتراف الدولى المبنى على هيكل تعليمى مُتفق عليه دوليًا والفرص المتعددة من خلال جلستى امتحان سنويًا، كما أن الوزارة تعكف على تعزيز التكامل بين التعليم ما قبل الجامعى والتعليم الجامعى، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. ماذا عن موقف طلاب ذوى الإعاقة؟ أبناؤنا الأولى بالرعاية فى قلب اهتماماتنا وسيُطبق عليهم نفس النُظم والتسهيلات الحالية. ماذا عن موقف الطلاب الراسبين فى أكثر من مادة؟ المقترح يسمح للطالب بإعادة أى عدد من المواد والحصول على أعلى درجة. كيف ستُساهم وزارة التعليم العالى فى إتمام عقد امتحانات الثانوية العامة؟ ولماذا؟ هناك تنسيق كامل مع وزارة التعليم العالى فى موضوع مقار لجان الامتحانات وسيتم الإعلان عنه فى وقته. هل «البكالوريا المصرية» ضمان لمستقبل تعليمى أفضل بمصر؟ بكل تأكيد.. أن نظام البكالوريا الجديد يرتبط فيه محتوى المنهج برؤية تطوير المنظومة التعليمية، حيث إنه من الضرورى أن تخضع المناهج للتطوير كل فترة بما يتواكب مع مستجدات سوق العمل، الذى يشهد استحداث وظائف جديدة.