استمر العدو فى كسر وقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر73، وقامت تشكيلات من قواته الجوية بهجمات عديدة ومكثفة على مواقع قواتنا شرق قناة السويس، وحرك مجموعات من دباباته فى اتجاه مدينة السويس، وحاولت اقتحامها مستخدماً أعداداً كبيرة من الدبابات تعاونها طائراته ومدفعياته، فتصدت له قواتنا تعاونها قوات المقاومة الشعبية، ودمرت له ثمانى دبابات، ولم تمكنه من تحقيق أهدافه، كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوى من إسقاط إحدى الطائرات المعادية فوق سيناء، ورصدت أجهزتنا اختراقين متتاليين قامت بهما طائرات استطلاع أمريكية على ارتفاع 24 كيلومتراً، وبسرعة تماثل ثلاثة أضعاف سرعة الصوت بدأ الأول من شرق الدلتا، ثم اتجهت شرقاً إلى القنطرة، وعادت إلى البحر المتوسط، واستغرقت الدورة دقيقتين، والاختراق الثانى بطائرتى استطلاع أمريكيتين، وبدأتا دورتهما من اتجاه الشرق فوق منطقة السويس، ومنها إلى حلوان، ثم غرب القاهرة فغرب الإسكندرية، ومنها إلى البحر المتوسط، واستغرقت دورتهما 7 دقائق.. وفى شرق القناة تصدت له طائراتنا المقاتلة، ودارت معركة جوية أسقطنا له فيها 8 طائرات ميراج.. وواصل العدو فى اليوم التالى انتهاكه لقرارى مجلس الأمن لإيقاف إطلاق النار، وعاود محاولته اقتحام مدينة السويس بالدبابات والمدفعية، فتصدت له قواتنا ودمرت له 11 دبابة، وأجبرت الباقى على الانسحاب مرة أخرى، وما زالت قواتنا فى سيناء متمسكة بمواقعها. حاولت إسرائيل بالادعاءات الكاذبة أن تجد ذريعة لكسر وقف إطلاق النار، والحقيقة أنه لم تقم قوات الجيش الثالث بأى هجوم، ولا قواتنا البحرية بأى نشاط بحرى، وقواتنا غير مسئولة عن الادعاء الإسرائيلى بغرق سفينة تحمل علم بنماعند مدخل قناة السويس، وما يهمنا هو توضح التناقضات الإسرائيلية، بينما يذكر المتحدث العسكرى الإسرائيلى بأن الباخرة باسم سريوس، وتحمل علم بنما، فإن تأمينات اللويدز العالمية فى لندن كذبت إسرائيل فى بيان رسمى لها، بأنه لا يوجد فى سجلاتها الرسمية أى ناقلة بهذا الاسم، ويهمنا أن نعلن أن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار فى أول يوم لوقفه فى 22 أكتوبر، ثم فى 23 و24 و25 أكتوبر بتحركاتها لقواتها المسلحة لكسب مناطق جديدة باعترافها فى بياناتها العسكرية، ولقد سمحنا منذ أول وقف لإطلاق النار، حسب قرار مجلس الأمن بحضور المراقبين الدوليين، بينما تلجأ إسرائيل لتأخير وتعطيل أعمالهم للوصول إلى هذه المنطقة الجنوبية من العمليات الحربية، لتستمر فى انتهاكها لوقف إطلاق النار.. وللحديث بقية...