كثيرًا ما تتردد على مسامعى كلمات النشيد اللبنانى الحماسى لمطرب ستار أكاديمى جوزيف عطية «لبنان راح يرجع.. راح يرجع لبنان.. والحق ما بيموت».. هذا النشيد الذى حمل آمال وتطلعات الشعب اللبنانى الشقيق الذى تمنى عودة الحياة الطبيعية لبلاده.. وقد بدأت تتحقق بوادره بعد عامين كاملين من «شغور» رئاسى هو السادس فى تاريخه.. أخيرًا انتخب البرلمان اللبنانى قائد الجيش چوزيف عون رئيسًا للبلاد بأغلبية ساحقة بلغت 99 صوتًا من بين 128 عضوًا فى الجولة الثانية للانتخابات التى تمت الخميس الماضى. أدى عون اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد وقال فى كلمته: «اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان.. أعدكم أن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات. نعم رغم كل الصعوبات التى عاشها اللبنانيون فى السنوات الأخيرة أثبتوا مرارًا قدرتهم على الصمود وتجاوز المحن. لا شك أن الرئيس الجديد سيواجه تحديات كبيرة منها إنعاش الاقتصاد واستعادة الثقة فى المؤسسات ومعالجة الفساد.. بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى.. لكن فى الوقت نفسه يحمل لبنان فرصًا كبيرة بفضل موقعه الجغرافى المميز وثقافة شعبه الغنية والمتنوعة.. بما يمكن تحويل هذه التحديات إلى فرص إذا توافرت الإرادة السياسية والتعاون بين مختلف القوى والطوائف. إن انتخاب رئيس جديد ليس مجرد خطوة دستورية.. بل هو بداية عهد جديد يجب أن يتسم بالأمل والعمل الجاد.. ويمثل فرصة للبنان ليعيد رسم ملامح مستقبله بعيدًا عن الانقسامات والخلافات.. وليعود منارة للإبداع والتعايش فى المنطقة. ويبقى الأمل دائمًا فى أن تكون هذه المرحلة بداية لانطلاقة جديدة للبنان وشعبه الذى يستحق وطنًا مزدهرًا ومستقرًا.. نقول له لبنان رجع!..