قبل أربعة أيام وقف الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يكرر تهديده ووعيده انه اذا لم تطلق حماس سراح الاسرى الإسرائيليين قبل تسلمه السلطة فى 20 يناير الحالى فسوف يحول الشرق الأوسط إلى جحيم.. وفى اليوم التالى لتهديداته قالت الأقدار كلمتها وتعرضت لوس انجلوس أغنى مدينة فى العالم لأسوأ كارثة طبيعية تشهدها أمريكا.. اندلعت الحرائق فى الغابات وتحولت بفعل الرياح الشديدة الى أعاصير ملتهبة طوقت مدينة لوس انجلوس وحولت مساحة 36 ألف فدان لكتلة من اللهب دمرت 10 آلاف منزل للأثرياء ونجوم هوليود وخلفت خسائر تقدر ب150 مليار دولار وتسببت فى نزوح 250 ألفا من السكان وفشلت أمريكا بكل قوتها وامكانياتها فى إخماد النيران التى أتت على الحجر والشجر و11 من البشر. الحرائق الرهيبة التى دمرت لوس انجلوس اوجعت القلوب وهزت المشاعر والعقول وجلبت التعاطف الانسانى المحمود بعيدا عن لغة الشماتة وبث السموم. ونستطيع القول إنها انصفت غزة وانتصرت لها ولفتت أنظار العالم والأمريكان الى مأساتها وإلى الجحيم الذى يعيشه سكانها وسط الحروب والنيران على مدى 15 شهرا أو يزيد وسط صمت عالمى مريب.. وفوجئنا بانتفاضة الأمريكيين على صفحات التواصل الاجتماعى يربطون بين جحيم لوس انجلوس وجحيم غزة وتأكيدهم ان الفارق الوحيد أن الدمار الذى حل بالمدينة الامريكية من أقدار الخالق بينما تدمير غزة يأتى بفعل مخاليق تسلطوا على خلق الخالق. وضعوا صور الدمار الذى لحق بلوس انجلوس بجوار صور الدمار الذى لحق بغزة وعلق احدهم قائلا: الآن شعرنا بما يشعر به اهل غزة الذين يتساقط اللهب عليهم ليل نهار بأموالنا! تعمدوا تذكير المخرج الشهير جيمس وودز الذى ظهر باكيا على شاشات التلفزيون بعد أن احترق قصره الفاخر الذى يبلغ ثمنه 3 ملايين دولار بما كتبه سابقاً مطالبا بإبادة الشعب الفلسطينى ! هاجموا ساكنى البيت الأبيض وقالوا: فى الوقت الذى تحترق فيه لوس انجلوس يستعد الكونجرس لتمرير 8 مليارات دولار لإسرائيل لقصف غزة. عندما تم إجلاء 250 الفا من سكان كاليفورنيا من منازلهم تذكرنا تشريد أكثر من مليونى فلسطينى بعد قصف منازلهم على مدى ال 15 شهراً الماضية.. نناشدكم التوقف وبدلاً من تمويل الدمار لنضع الأموال فى خدمة المواطنين الأمريكيين .