حولت حرائق الغابات الهائلة التى تشهدها لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا منذ الأسبوع الماضى مناطق شهيرة فى أكبر المدن الأمريكية إلى جحيم وهددت الحرائق حياة عشرات الآلاف من السكان وأدت إلى نزوحهم خارج المدينة، فيما فقد عدد كبير من مشاهير السينما والموسيقى منازلهم بعاصمة الترفيه الأمريكية «هوليوود». وتجازوت الخسائر حتى الآن ال 57 مليار دولار أمريكى. وعلى الرغم من أن تاريخ كاليفورنيا طويل مع الحرائق المدمرة، إلا أن اشتعال تلك النيران فى أشهر الشتاء الجافة، سلط الضوء على كيفية إعادة تشكيل تغير المناخ لمواسم الحرائق فى جميع أنحاء العالم، وفقًا لشبكة «إى بى سى» أستراليا. اقرأ أيضًا | سوء الأحوال الجوية يلغى أكثر من 60 رحلة طيران فى إسبانيا ووجد الباحثون أن أجزاء من تكساس وكاليفورنيا وأوريجون وواشنطن تشهد الآن طقس حرائق أكثر من ضعف ما كانت عليه، عام 1973، مشيرين إلى أن فصول الشتاء الجافة وبداية الربيع المبكرة وذوبان الثلوج نابع من ارتفاع درجات الحرارة.. وأجبرت الحرائق الهائلة أكثر من 150 ألف شخص على الإجلاء وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، كما ألحقت أضرارًا جسيمة بالممتلكات، حيث دمرت مئات المنازل والسيارات، وبلغت المساحات المحترقة أكثر من 6500 هكتار. وصرّح الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال اجتماع طارئ بأن هذه الحرائق الأكبر والأكثر تدميرًا فى تاريخ كاليفورنيا، مؤكدًا أن التغيّر المناخى يلعب دورًا كبيرًا فى تفاقم الكوارث البيئية. ويعد الجفاف وحرائق الغابات هما أكبر تهديدين ناجمين عن تغير المناخ تواجههما كاليفورنيا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، إذ أدت إلى تفاقم الظروف التى تحتاجها الحرائق للازدهار، وأصبحت الولاية أكثر جفافًا وحرارة. كما تسببت الحرائق أيضًا فى تلوث الهواء بشكل كبير، حيث أشار الدكتور بونيت جوبتا، المدير الطبى المساعد لإدارة الإطفاء فى لوس أنجلوس، إلى أن الدخان الناتج عن الحرائق يفاقم حالات الربو والنوبات القلبية. كما حذرت السلطات من احتمالية قيام المستشفيات بعمليات إخلاء نتيجة لتأثير الحرائق.. وأدت هذه الظروف إلى توقف تصوير أفلام ومسلسلات عديدة فى هوليوود، كما أُغلقت متنزهات كبرى. وبينما تتواصل الجهود للسيطرة على الكارثة، دعت السلطات السكان إلى الاقتصاد فى استهلاك المياه، حيث فرغت خزانات المياه المستخدمة لمكافحة الحرائق. وأوضح الحاكم الديمقراطى لولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم أن «أكثر من 7500 إطفائى» أتى بعضهم من ولايات أخرى، يكافحون هذه الحرائق «غير المسبوقة». من جهته، انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب، عبر شبكته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشال»، سياسات ولاية كاليفورنيا، مدعيًا أنها السبب وراء نقص المياه، ومؤكدًا أنها تُهدر لحماية أنواع من الأسماك. كما استخدم ترامب الحرائق كفرصة للهجوم على الإدارة الديمقراطية، وهدد بحرمان الولاية من المساعدات الفيدرالية. وتزايدت بؤر الحرائق وامتدت إلى الضواحى الشمالية للمدينة وراحت تنتشر بسرعة فائقة، وتم الإعلان عن تعزيزات عسكرية بنحو 400 عنصر من الحرس الوطنى لمكافحة الحرائق. ووصف الخبراء هذه الحرائق بأنه الأكثر تدميرًا فى التاريخ الحديث لمدينة لوس أنجلوس. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن إرسال 10 مروحيات تابعة للبحرية للمساعدة فى مكافحة الحرائق، بالإضافة إلى استعدادها لتوفير أربع وحدات إضافية من أنظمة مكافحة الحرائق المحمولة.