بالتأكيد لم تعد الخلطة الهوليوودية جاذبة لقطاع كبير من الجمهور، ولم تبذل الاستوديوهات أو المواهب جهدًا كبيرًا لإنتاج أعمال مختلفة أو مميزة، إلا فى حالات قليلة جدًا ومعظمها إنتاج مستقل لا علاقة له بالاستوديوهات الضخمة، ولذلك لم يعد هناك حافز لدى البعض للذهاب لدور العرض وإنفاق المال، لمشاهدة روايات مكررة ومملة أحيانا، ومع ارتفاع أسعار التذاكر لم يعد من السهل على الطبقة المتوسطة مشاهدة فيلم تتجاوز تذكرته عشرين دولارا فى بعض المناطق، وبإمكانها الانتظار لمشاهدتها بالمنزل عند عرضها بإحدى المنصات.. تعانى الصناعة من أزمات اقتصادية لكن المواطن يعانى أكثر بالتأكيد، لذلك لم يكن رفع أسعار تذاكر السينما حلا سليما، وربما يزيد الأزمة تعقيدًا، فالواقع أن الإيرادات لم تكن بسبب الإقبال على مشاهدة الأفلام ولكنها تعود لارتفاع أسعار التذاكر، وهو ما أكده تونى تشامبرز نائب الرئيس التنفيذى للتوزيع العالمى بشركة ديزنى فى تحقيق نشرته مجلة «فارايتى»: «أن رفع الأسعار لم يؤد فقط إلى مشاهدة الناس عددا أقل من الأفلام، بل أدى أيضا إلى عدم استعدادهم لتحمل مخاطر، الناس لن تغامر بأموالها لمشاهدة فيلم قد لا يعجبها».. وهو ما أيده جيف جولدشتاين رئيس التوزيع المحلى لشركة وارنر بروس. وأضاف «فى الماضى كانت الطبقة المتوسطة تشكل الجزء الأكبر من مشاهدي الأفلام، والآن تقلصت هذه الطبقة». بلغت مبيعات التذاكر هذا العام 805 ملايين تذكرة، معظمها فى الربع الأخير من العام بقوة دفع أفلام الأعياد والإجازات، وتشمل العضويات والاشتراكات الشهرية التى تسمح لحاملها بدخول عدد من الحفلات مقابل 25 دولار تقريبا وتعد أحد الحلول الجيدة لعشاق السينما. ◄ ديزني الرابح الأكبر كانت ديزنى هى الرابح الأكبر فى سباق هذا العام، فقد حققت بثلاثة أفلام فقط ما يقرب من أربعة مليارات دولار عالميا، وهى «Inside Out2» الذى اعتلى قمة إيرادات العام بحوالى مليار وسبعمائة مليون دولار، و«Deadpool & Wolverine» الذى جاء فى المركز الثانى بحوالى مليار وثلاثمائة مليون دولار، و«Moana2» الذى جاء فى المركز الرابع وتجاوزت إيراداته 909 ملايين دولار، فى حين كان المركز الثالث لشركة يونيفرسال بفيلم «Despicable Me4» محققًا 969 مليون دولار، وكان المركز الخامس من نصيب وارنر بروس وفيلم «Dune:part2» «رمال -الجزء الثانى» محققا 714 مليون دولار تقريبا.. اللافت للانتباه أن الأفلام التى حققت أعلى إيرادات عالميًا وداخل أمريكا أيضا، تنتمى لأفلام الأسرة، وهى النوعية التى تراهن عليها الاستوديوهات الكبيرة الآن، وتبدو مضمونة النجاح فى ظل الظروف الحالية، أما الملحوظة الأكثر غرابة وتحقق فيها شركات بحثية متخصصة هى أن هذه الأفلام وغيرها من ذوات الإيرادات الأعلى بشكل عام لم تعتمد على النجوم، معظمها أصلًا أفلام أنيميشن.. فى القائمة السابقة مثلا كان «Dune:Part2» الذى احتل المركز الخامس. ◄ أفلام الأجزاء تكسب! الملحوظة الأخرى هذا العام، أن الجمهور لم يذهب إلا للأفلام المضمونة وهو ما يعنى الأجزاء الجديدة من الأفلام التى نالت إعجابه! ولم يكن بين أعلى عشر أفلام تحقيقًا للإيرادات إلا فيلم «Wicked» الذى لا يعد جزءا من فيلم سابق. ◄ صدمة كوبولا وكوستنر كانت خيبة الأمل والخسارة حليفا لأفلام عديدة هذا العام، وهو ليس بعيدًا عن الحسابات دائما، لكن الغريب والمختلف هذا العام، هو فشل الرهانات الضخمة والميزانيات غير المحدودة، الأفلام التى عقد عليها آمال عريضة، فى مقدمتها طبعا «Joker:Folie à Deux» «جوكر: جنون مزدوج» الذى خيب آمال جمهور الجوكر، وقد تساوت إيراداته مع تكاليف إنتاجه 200 مليون دولار، وهو ما يعنى خسارة فادحة لشركة وارنر بروس «شركة دور العرض والتوزيع تحصل على 45% تقريبا من إيرادات الفيلم».. ونفس الأمر مع فيلم «Furiosa: A Mad Max Saga» «فيوريوسا: ملحمة ماد ماكس» تساوت إيراداته مع تكاليف إنتاجه 170 مليون دولار تقريبا، وهو إنتاج وارنر بروس أيضا. أفلام وشركات أخرى حالفها الفشل، لكن الصدمة الحقيقية كانت مع أفلام بتوقيع عمالقة انتظر الجمهور والنقاد عودتها بشغف، مثل فيلم فرانسيس فورد كوبولا «Megalopolis» والمرصع بالنجوم لكنه لم يحقق سوى 13 مليون دولار و»Horizon: An American Saga» أفق: ملحمة أمريكية» لكيفن كوستنر، 38 مليون دولار، والمؤسف أن كوبولا وكوستنر غامرا بثروتهما الضخمة لإنتاج الفيلمين وذهبت أدراج الرياح. ◄ «المعماري» و«الاجتماع السري» الأفضل شاهدنا خلال هذا العام أفلامًا عظيمة، أفضلها فى رأيى الخاص فيلم «Conclave» «الاجتماع السرى» للمخرج الموهوب إدوارد بيرجر بطولة الرائع رالف فينيس، وهو أهم أفلام 2024 والأحق بجائزة أفضل فيلم في أى سباق لكن هجوم الكنيسة الكاثوليكية على الفيلم وغضب بعض الكاثوليك ربما يحرمه من الفوز بجولات جلوب التى تعلن اليوم، ثم بالأوسكار التى تعلن 2مارس القادم.. ولهذا أعتقد أن «The Brutalist» «المعمارى» لبرادى كوربيت الذى لا يقل روعة عن «الاجتماع السرى» سيتوج بأفضل فيلم لهذا العام. ◄ اقرأ أيضًا | السينما الأمريكية تهيمن على دورته ال81 .. نجوم العالم فى افتتاح مهرجان فينيسيا ◄ عصام عمر: «رامبو» رحلة داخلية لاكتشاف الذات ■ كتب: علي حلبي يبدو أن جولات «السيد رامبو» بين صالات العرض المختلفة للمهرجانات الدولية قد انتهت الآن ليبدأ جولة أخرى لا تعترف سوى بأرقام الإيرادات وحجم إقبال الجمهور على شباك التذاكر. الرحلة التجارية للفيلم تحدث عنها بطل الأحداث الفنان عصام عمر الذي قال إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» هو فيلم شعبي يرصد رحلة بطله الداخلية ولهذا أعتقد أنه يصلح أن يكون فيلم مهرجانات يستطيع تمثيل مصر ورفع راية فنها وأيضا يصلح أن يكون فيلما تجاريا يعرض للجمهور في دور العرض المفتوحة، وقد انقضت المحطة الأولى للعمل وهو الإشادة به فى كل المهرجانات التي جابها والآن يأتي الدور على ردة فعل جمهور السينما. ويضيف: ولكن عرض الفيلم تجاريًا لا يعنى أن يكون منافسًا للأعمال الأخرى، فنحن لسنا فى منافسة مع أحد، لقد قدمنا فيلما مختلفا ونريد للجمهور أن يجد وجبات فنية متنوعة ومتنوعة، فيمكنه أن يضحك مع هذا الفليم ويتأثر بذلك ويركض مع أكشن آخر، فهذه الصناعة برمتها تقوم على إرضاء الجمهور. وعن سر انجذابه لشخصية حسن التي أداها خلال الفيلم قال إن السيناريو كتب بشكل احترافى للغاية جعلنى أشعر بأشياء مؤثرة وأردت أن يشعر الجمهور بما لمسنى عند قراءتى للسيناريو، فالسر في شخصية حسن هو فكرة التخلي، فلقد تخلى عنه والده فى مرحلة الطفولة وهو لا يريد التخلى عن كلبه وصديقه «رامبو» كما حدث معه. وهنا يدرك المشاهد منذ اللحظة الأولى أن شخصية حسن انفعالاتها داخلية ولا يتحدث كثيرا ولهذا كانت رحلة حسن مع كلبه هى رحلة داخلية لاكتشاف نفسه وما يشعر به وما يهرب منه.. وأضاف: لم أجد صعوبات فى التعامل مع الكلب رامبو، فأنا أجيد التعامل مع الحيوانات الأليفة منذ الصغر، إلا أننى تدربت مع الكلب لمدة 4 شهور قبل التصوير حتى يتكون بيننا رابط من الصداقة والصدق ليخرج ذلك على الشاشة ويراه الجمهور. وعن مشاركة الفيلم فى المهرجانات الدولية قال: شعرت بالفخر عند مشاركة العمل بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى والتصفيق الحاد والإشادة الكبيرة به وخاصة أنه لم يشارك فيلم مصري في هذا المهرجان العريق منذ 12 عاما. أيضا شعرت بالفخر عندما فاز الفيلم بالجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان «ميد» لأفلام البحر المتوسط ببلجيكا، وأيضا حصوله على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان البحر الأحمر بالسعودية وأيضا مشاركته بمهرجان قرطاج السينمائى الدولى. يذكر أن فيلم «رحلة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» شارك فى بطولته ركين سعد وأسما إبراهيم وأحمد بهاء نجم فريق شارموفرز الغنائى تأليف محمد الحسيني وإخراج خالد منصور. ◄ «الحريفة 2» يدخل نادي المائة ومحمد سعد بالمركز الخامس ■ كتب: أحمد سيد شهدت دور العرض السينمائية مع بداية العام الجديد منافسة شرسة بين 8 أفلام، خاصة مع انطلاق عرض ثلاث أفلام وهى «الدشاش» و«المستريحة» و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، بينما يستمر في المنافسة من ديسمبر الماضي 5 أفلام هى «الحريفة 2» و«بضع ساعات فى يوم ما» و«مين يصدق» و«الهوى سلطان» و«الهنا اللى أنا فيه».. وجاء فى المركز الأول فيلم «الحريفة 2»، الذي حقق خلال أسبوع إيرادات بلغت 100 مليون جنيه، ليدخل نادي المائة مع النجوم الكبار، والفيلم بطولة كل من نور النبوى ونور إيهاب وأحمد غزي وكزبرة وتأليف إياد صالح وإخراج كريم سعد.. ويلاحقه فيلم «الهوى سلطان» الذي جاء في المركز الثاني، بإيرادات بلغت قيمتها 80 مليونا و500 ألف جنيه، وتدور أحداثه فى إطار رومانسي اجتماعى لايت، عن العلاقات بين الأصدقاء، وكيف أنها تتحول بسبب الهوى، الفيلم بطولة منة شلبي، وأحمد داود، وأحمد خالد صالح، وجيهان الشماشرجي، وسوسن بدر، وخالد كمال، ونورين أبو سعدة، وعماد رشاد، وفدوى عابد، إخراج هبة يسري. بينما جاء في المركز الثالث فيلم «الهنا اللي أنا فيه» الذي حقق 26 مليون جنيه، ويشارك في بطولة الفيلم كل من كريم محمود عبد العزيز، ودينا الشربيني، وياسمين رئيس، وحاتم صلاح، ومريم الجندى، والطفلة دالا حربي، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي. أما فيلم «بضع ساعات في يوم ما» حقق إيرادات بلغت قيمتها 14 مليونا و310 آلاف جنيه ليحتل المركز الرابع، ويضم الفيلم عددا كبيرا من نجوم الفن على رأسهم هشام ماجد ومي عمر وهنا الزاهد ومحمد سلام، ومن تأليف محمد صادق، وإخراج عثمان أبو لبن. وجاء فيلم «الدشاش» لمحمد سعد في المركز الخامس بعد أن حقق في أيامه الأولى منذ عرضه في بداية يناير الحالي 7 ملايين جنيه، والفيلم يقوم ببطولته بجانب سعد كل من زينة وباسم سمرة ونسرين أمين وخالد الصاوي، تأليف جوزيف فوزي وإخراج سامح عبد العزيز.