مع استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وبينما كانت أصوات القصف الإسرائيلي تملأ سماء القطاع المنكوب، يبدو أنها قد خلّفت وراءها صمتًا قاتلا في قلوب جنود الاحتلال الذين يعيشون الآن تحت وطأة كوابيس جرائمهم التي يرتكبونها بغزة والتي باتت تدفع بعضهم إلى حافة الانهيار النفسي ومن ثم الانتحار. أشارت تقارير إسرائيلية إلى تزايد حالات الاضطراب النفسي والاكتئاب بين الجنود الإسرائيليين العائدين من ميدان المعركة بقطاع غزة، حيث أصبحت مشاهد القتل والدمار تطاردهم في أحلامهم، متحولة إلى كوابيس تقود البعض إلى نهايات «مميتة». في هذا السياق، يكشف العديد من الجنود الإسرائليين السابقين أن الشعور بالذنب والصدمة النفسية ليسا مجرد أعراض جانبية ل الحرب على غزة، بل هما جزء من الثمن الذي يدفعه مرتكبو الانتهاكات، حيث إن حوادث الانتحار في صفوف جيش الاحتلال شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد كل جولة قتال عنيفة في غزة، ليكتشفوا أن الحرب لا تزال تسكن في نفوسهم تطاردهم من وقت لآخر، حسبما أفادت شبكة «فرانس 24» الفرنسية. اقرأ أيضًا| a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4473132/1/%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D9%88%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%84%D9%83%D9%86-%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%82%D9%87%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA" title=""خرجوا من غزة لكن دم الغزيين يلاحقهم"..حالات انتحار بين الجنود الإسرائيليين ""خرجوا من غزة لكن دم الغزيين يلاحقهم"..حالات انتحار بين الجنود الإسرائيليين ◄ارتفاع معدلات الانتحار أفادت تقارير رسمية بأن معدل الانتحار بين جنود الاحتلال بلغ أعلى مستوى له منذ 13 عامًا، حيث انتحر 28 جنديًا منذ اندلاع الحرب على غزة، ليوضح هذا التصاعد الحاد في معدلات الانتحار، الضغط النفسي المتزايد الناتج عن المشاركة في جرائم غزة، ما دفع الجيش الإسرائيلي لاتخاذ تدابير وقائية جديدة في محاولة للحد من هذه الظاهرة. تكشف الإحصائيات أن أكثر من نصف حالات الانتحار المسجلة في العام الماضي 2024، كانت بين جنود الاحتياط في إسرائيل، الذين لعبوا دورًا كبيرًا في العمليات داخل غزة، ويُعزى ذلك إلى الاستدعاءات المتكررة والضغوط النفسية الهائلة التي ترافقهم بعد كل مشاركة لهم في الجرائم التي يرتكبونها بغزة، ما يجعلهم أكثر عرضة للانهيار النفسي. ◄بسبب تزايد الضغوط النفسية.. آلاف الجنود خارج الخدمة القتالية إلى جانب حالات الانتحار بين جنود الاحتلال، أعلن الجيش الإسرائيلي أن آلاف الجنود توقفوا عن أداء مهامهم القتالية بسبب الضغوط النفسية التي تفاقمت بعد الانخراط في جرائم غزة، ليوضح مدى الضرر النفسي الذي لحق بالجنود، حيث لم يعد البعض قادرًا على تحمل أعباء الحرب على غزة، وعلى الرغم من انخفاض إجمالي قتلى الجيش الإسرائيلي مقارنة بالعام السابق، إلا أن الحصيلة الإجمالية تظل مرتفعة، إذ فقد جيش الاحتلال 363 جنديًا في عام 2024. وإلى جانب الخسائر البشرية، تترك الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في غزة بصماتها العميقة على جنود الاحتلال الذين يواجهون صدمات نفسية متراكمة، ما يؤدي إلى استمرار النزيف النفسي داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وعلى غرار ذلك، وفي محاولة للسيطرة على تزايد أرقام الانتحار بين جنود الاحتلال، أطلق الجيش الإسرائيلي خطًا ساخنًا لدعم الصحة العقلية على مدار الساعة، وزاد من أعداد ضباط الصحة النفسية في ميدان الحرب. اقرأ أيضًا| حصاد 2024| اليونيسيف تكشف عن مصير الأطفال في مناطق الحروب ◄ثقة متآكلة.. شكوك حول شفافية الجيش وتأتي هذه الإجراءات كاستجابة مباشرة لتداعيات جرائم غزة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكر من عام، حيث بات من الضروري تقديم الدعم الفوري للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة، ورغم تأكيد جيش الاحتلال على نجاح برامج الوقاية في خفض حالات الانتحار سابقًا، أظهرت استطلاعات أن ثقة جنود الاحتلال في دقة تلك التقارير «تراجعت بشكل ملحوظ»، وأرجع الكثيرون هذا التراجع إلى عدم اليقين بشأن تعامل الجيش الإسرائيلي مع تداعيات جرائم غزة. ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة بالسابع من أكتوبر عام 2023، قُتل 891 جنديًا إسرائيليًا وأصيب 5569 آخرون، في حين أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عن استشهاد أكثر من 45,500 فلسطيني، نصفهم فقط من النساء والأطفال.