فى نهاية أغسطس الماضى، امتلأت قاعة SALA GIARDINO فى جزيرة الليدو الإيطالية بجمهور مهرجان فينيسيا، كان صوت «الكينج محمد منير يعلو داخل القاعة وهو يشدو بأغنيته «شجر اللمون»، ليعلن انتهاء العرض العالمى الأول لفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» وعودة السينما المصرية للبيناله بعد غياب 12 عامًا. لحظة هى الأهم فى مسيرة الممثل الشاب عصام عمر الذى يجسد شخصية حسن الذى يخوض رحلة مع كلبه «رامبو» يُواجه خلالها مخاوفه من الماضى ويحاول إعادة اكتشاف ذاته. اقرأ أيضًا | مهرجان بغداد الدولى يرفع شعار «المسرح يضيء الحياة» بعد عدة أشهر عاش عصام عمر لحظة مشابهة، ولكن فى القاهرة مع بدء العرض التجارى للفيلم فى قاعات السينما المصرية، وبين اللحظتين كان لأخبار اليوم لقاء مع عصام عمر الذى قال لنا: «بالطبع المشاركة فى مهرجانات دولية أمر مشرف ويسعدني، ولكن نحن نعمل من أجل الجمهور المصري، لذلك متحمس للغاية لمعرفة ردود أفعال الجمهور على الفيلم». وعن كيفية مشاركته فى الفيلم قال عصام: «تحمست للفيلم بمجرد قراءتى للسيناريو فهو مكتوب بحرفية شديدة وإتقان كبيرين، بالإضافة إلى أن القائمين على الفيلم هما المخرج خالد منصور والمنتجة رشا حسنى وهو أمر شجعنى للعمل معهم». تحدث عصام عمر عن كواليس العمل مع الكلب «رامبو» والتدريبات اللازمة للفيلم، حيث قال: فى البداية لم أكن الاختيار الأول للعمل، ولكن ذلك كان لأسباب مختلفة لها علاقة بتغيير عمر وطبيعة الشخصية حتى أصبحت النسخة النهائية مناسبة لي، ومفتاح شخصية حسن بالنسبة لى كان فى فكرة التخلى، حيث تخلى عنه والده فى مرحلة الطفولة وهو لا يريد التخلى عن رامبو كما حدث معه، فهو يشعر أنه ورامبو شخص واحد، كما أن مفتاح الشخصية ليس فى الجانب الظاهر منها أو فى الحوار، فأهم ما يُميِّز هذا الفيلم ويُميِّز الشخصية، القراءات المتعددة الخفية وراء الكلمات. وأضاف: حسن يعيش مع تروما غياب الأب، تخلى الأب يؤثر على الأطفال ويصبحون أشخاصًا بلا حماس وقليلى الكلام مثل حسن الذى يشعر أنه نشأ بلا ظهر يستند عليه، لذلك هو انطوائى ولا يتحدث، وكل انفعالاته داخليه فقط لا توجد أية انفعالات خارجية، والفيلم تدور قصته عن فكرة غياب الأب ومواجهة مخاوف الماضى وليس عن علاقة شخصية بالحيوانات. وعن المنافسة بينه وبين أبناء جيله، قال عصام عمر إن هناك ممثلين شباب «جامدين» جدًا، وأضاف: تجمعنى علاقة طيبة مع أبناء جيلى من نجوم الشباب، ونحن نعمل من أجل استمرار الصناعة، وظهور جيل جديد من بعدنا، وليس للمنافسة للحصول على الألقاب، وعلاقتى بأبناء جيلى رائعة ونحن ندعم بعضنا البعض ونتمنى النجاح لبعضنا البعض. وبسؤاله عن تصنيف البعض للفيلم على أنه «فيلم مهرجانات»، قال عصام عمر: «الفيلم شعبى، ولا يحمل مضمونًا غريبًا، حيث يتصور الجمهور العربى غالبًا أن الأفلام التى تُعرض فى المهرجانات السينمائية لابد أن تكون أفلامًا مستقلة تحتاج إلى جمهور خاص لكى يفهمها». تحدث عمر أيضًا عن كواليس التصوير مع رامبو وعلاقته بالكلاب وقال: «أتمنى أن يُغيِّر الفيلم نظرة الناس إلى الحيوان، فقد عشت رحلة إنسانية فريدة من نوعها خلال تصوير أحداث الفيلم، إذ كنت مُتحمسًا منذ البداية للمُشاركة بهذا العمل؛ بسبب قصته غير التقليدية، وبالفعل أمضيت وقتًا مع «رامبو»، ولكن الأمر لم يكن صعبًا لأننى أحب تربية الكلاب، ومن أجل ظهور التفاعل الذى بينى وبين رامبو خلال أحداث الفيلم، تدربت على التعامل مع الكلاب لمدة 10 أسابيع». سألنا عصام عمر عن المنافسة مع الأفلام الأخرى المطروحة فى نفس التوقيت فقال: «مفيش حاجة اسمها منافسة، فيه حاجة اسمها إن الأفلام نوعياتها مختلفة ومصلحتنا إن الجمهور يدخل كل حاجة، بحيث إن هو يضحك فى فيلم والفيلم التانى يتأثر، والمنافسة دى مصطلح اخترعوه علشان الأفلام تبيع أكتر، ولو فكرنا بالطريقة دى يبقى الأحسن منعملش سينما». وعن أعماله القادمة قال: أتابع حاليًا تحضيرات مسلسل «نص الشعب اسمه محمد» وسيُعرض خلال رمضان، وانتهيت من تصوير فيلم «سيكو سيكو» مع طه دسوقى وسيُعرض خلال عيد الفطر».