تحولات كبيرة شهدتها الساحة السورية قبيل سقوط النظام السوري وعقب رحيل بشار الأسد إلى موسكو؛ وخرجت إيران خاسرة خسارة مدوية من المشهد السوري، فقدت خسرت حليفها الإقليمي ودولة مركزية في الهلال الشيعي الممتد من أفغانستانوطهران والعراق وصولا إلى لبنان، وإزاء هذه الخسارة الفادحة تتوالى التصريحات الإيرانية من شتى المستويات عن الحالة السورية الجديدة، فقد غرّد المرشد الأعلى قائلا "ليس لدى الشباب السوري ما يخسره.. جامعته، مدرسته، منزله وحياته كلها غير آمنة، فماذا يفعل؟ يجب عليه أن يقف بإرادة قوية أمام أولئك الذين خططوا ونفذوا لهذه الحالة من انعدام الأمن، وسيتغلب عليهم إن شاء الله". وفي تغريدة أخرى يقول "خطة أمريكا للهيمنة على الدول تتمثل في خلق الفوضى والاضطرابات، وفي سوريا انتهى بهم الأمر إلى إثارة الفوضى". وألقى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خطابا، قال فيه إن سوريا ملك للشعب السوري، ودعا الشعب السوري إلى مقاومة عدوان القوى الخارجية مثل الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وذكرت "إرنا" أن خامنئي أشار إلى أحداث سوريا الأخيرة، ونقلت عنه قوله إنه "إذا أخرجت دولة ما، عناصر ثباتها وقوتها من الساحة، ستصبح كسوريا وستكون عرضة للاحتلال كما يحصل الآن في سوريا من قبل الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الإقليمية". وأضاف خامنئي: "لكن سوريا للسوريين ومن اعتدى على أرضها سيُجبر بدون شك على الانسحاب أمام مقاومة الشباب السوري المؤمن الذي وبالتأكيد سيسحق قواعد أمريكا تحت أقدامه ويحقق النصر النهائي. اقرأ أيضًا: تصعيد تركي كردي.. هل تشن أنقرة عملية عسكرية وشيكة في سوريا؟ وفي السياق نفسه يقول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات تلفزيونية إن ما حدث في سوريا يأتي في إطار مشروع ضخم تخطط له أمريكا وإسرائيل للقضاء على أي مقاومة ضد إسرائيل. وتتواصل التصريحات الإيرانية حين تقول المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في مؤتمر صحفي إن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا من القضايا المهمة جدا التي تسعى لها إيران، ويُعتبر منع نمو وانتشار الإرهاب من أهم القضايا بالنسبة للمنطقة. من جانبه أكد مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي لاريجاني، أن تفاعل إيران مع التيار الحاكم في سوريا مرهون بمواقفه وسلوكه تجاه القضايا الوطنية والتعامل مع طهران. وأوضح لاريجاني، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، أن "إيران لا تعاني من أي مشكلات في التعاطي مع التيار الحاكم في سوريا، شريطة أن يكون نهجه داعمًا لوحدة الأراضي السورية، وضمان حقوق جميع السوريين، والعمل على بناء هيكل ديمقراطي في البلاد". وأشار إلى أن إيران ستدعم التيار الحاكم إذا التزم بهذه المبادئ، متسائلًا: "هل سيترجمون أقوالهم إلى أفعال؟ نأمل أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إسرائيل". أما وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني رد على تغريدات المرشد الإيراني قائلا "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة". وكذلك ذهب أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة للتهكم على إدعاءات إيران حول "الجبهة اليزيدية في سوريا" بأن ما ذنب السوريين بأحداث حدثت قبل 1400 عام، قاصدا بذلك أحداث الفتنة الكبرى في الدولة الإسلامية بين الحسين ويزيد بن معاوية. وخرجت سوريا من معسكر الشرق الذي تتزعمه روسياوإيران، لتتجه للمعسكر الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة وتركيا صاحبتا النفوذ الكبير في دمشق والإدارة السورية الجديدة.