خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء إلى أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 على المستشفيات أو محيطها في قطاع غزة جعلت النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على شفير الانهيار التام. وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان أرفق بالتقرير إن "نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية". ولفت البيان إلى أن المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود جماعات مسلحة في المستشفيات في غزة "غامضة وفضفاضة". وجاء فيه أن "إسرائيل تزعم، في معظم الحالات، أن الجماعات الفلسطينية المسلحة كانت تستخدم المستشفيات. إلاّ أنّها لم توفّر حتى اليوم سوى القليل من المعلومات لإثبات هذه الادعاءات، التي ظلت غامضة وفضفاضة، وفي بعض الحالات تبدو متناقضة مع المعلومات المتاحة علنا". وندّد مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بأن مستشفيات غزة قد تحوّلت إلى "مصيدة للموت". وقال "وكأنّ القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت"، مشدّدا على "أن حماية المستشفيات أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية، وعلى جميع الأطراف أن تحترم هذا المبدأ في جميع الأوقات". وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق أن الحرب بين إسرائيل وحماس أدت إلى "تقويض" نظام الرعاية الصحية في شمال غزة، مشيرة إلى أن مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي "خرجا عن الخدمة تماما". ومنذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر، تركز إسرائيل عملياتها في شمال قطاع غزة، وتقول إن الهدف هو منع حماس من إعادة تجميع صفوفها في المنطقة. ويومي الجمعة والسبت، شنت القوات الإسرائيلية غارة واسعة على مستشفى كمال عدوان. وأدت ضربات جيش الاحتلال الأحد الماضي إلى استشهاد 20 فلسطينيا، بينما اعتلقت 240 آخرين في العملية العسكرية والتي وصفت بأنها الحصيلة الأكبر على الإطلاق فيما يتعلق بالاعتقالات. وقالت منظمة الصحة العالمية من جهتها إن الغارة الإسرائيلية أدت إلى خروج مستشفى كمال عدوان، وهو آخر مرفق صحي كبير في شمال غزة، عن الخدمة وإفراغه من المرضى والموظفين. الحرب على غزة ومضى أكثر من عامٌ كاملٌ على اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر من عام 2023، حينما بدأ الاحتلال الإسرائيلي في شن عدوانه على القطاع، ردًا على عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل. اقرأ أيضًا: تحقيق| «ما لا عينٌ رأت».. ماذا يحدث لمعتقلي غزة برواية ناجين من بطش الاحتلال؟ وخلف العدوان الإسرائيلي على مدار عام كامل عشرات الآلاف من الضحايا في صفوف الفلسطينيين الأبرياء، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا من أرواحهم نتيجة تلك الحرب الغاشمة. وأخفق العالم أجمع والمؤسسات الأممية في إجبار إسرائيل على إيقاف حربها التي دمرت قطاع غزة بالكامل خلال أكثر من عام، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والمصابين، بينما يعيش الناجون أوضاعًا صعبة. وخلال الحرب نجحت إسرائيل في اغتيال يحيى السنوار العقل المُدبر لعملية طوفان الأقصى، بالإضافة إلى العديد من قادة حركة حماس بالقطاع، بالإضافة إلى اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، خلال تواجده بالعاصمة الإيرانيةطهران. وتوسعت الحرب على قطاع غزة لتبدأ حربًا إقليمية نفذتها إسرائيل عبر استهداف الداخل اللبناني، في محاولة للقضاء على حزب الله، وكذلك استهداف عدد من المناطق في اليمن للرد على جماعة الحوثي، بالإضافة إلى اشتعال التوتر مع إيران على خلفية اغتيال إسماعيل هنية. وقادت عدد من دول العالم على رأسها مصر وقطر أكثر من مبادرة لإيقاف الحرب على غزة إلا أن التعنت الإسرائيلي هو ما أفشل المفاوضات أكثر من مرة.