يجب بذل جهد أكبر يسهم فى إثراء البرامج السياحية للسائحين بالدمج بين السياحة الأثرية والثقافية لماذا لا تحظى مصر بحجم السياحة الذى يليق بها؟ لماذا تتفوق دول أخرى سياحيا، رغم أنها لا تملك ربع ما نمتلكه من المعالم الأثرية الفريدة؟ السياحة الوافدة لمصر وصلت الى 7 ملايين سائح فى النصف الاول من عام 2024، ويمكن ان تصل الى 14 مليونا بنهاية العام، والمستهدف 18 مليون سائح عام 2025، فماذا فعلنا لنصل لهذا الرقم؟ أتصور أن مصر فى حاجة لإعادة تشكيل خططها السياحية، بما يتناسب مع التطور العالمى فى الذوق السياحى، والذى يلعب فيه التطور التكنولوجى دورا كبيرا باستحداث انشطة وفعاليات تعتمد على الإبهار والتجديد. ففى ظل التنافس السياحى العالمى الحالى، لا يكفى أبدا ما تتمتع به مصر من معالم سياحية وأثرية فريدة، فالعالم يتطور، والازمات الاقتصادية تتفاقم، والسياحة مصدر فريد للدخل تتصارع عليه جميع الدول. ولابد أن نعترف بأن خريطة الجذب السياحى تغيرت أولوياتها، فدراسات وزارة السياحة نفسها تؤكد أن هناك شرائح أخرى تنافس سياحة الآثار، هى السياحة الثقافية والترفيهية، وسياحة المغامرات، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بالإضافة إلى السائحين الذين يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية. صحيح أن العالم يعشق الاهرامات وأبو الهول، ولكن فى ظل التطور والمنافسة، يجب بذل جهد أكبر يسهم فى إثراء البرامج السياحية للسائحين بالدمج بين السياحة الأثرية والثقافية. نحن فى حاجة لتنظيم فعاليات ثقافية مختلفة، مثل المهرجانات الفنية والثقافية والمعارض والعروض المسرحية الضخمة والعروض الأوبراليّة. وغيرها من الفعاليات الثقافية المرتبطة بالهوية المصرية وتراثنا الثقافى. والتى يمكن أن تُقام فى الأماكن السياحية والأثرية فى مصر لمزيد من الجذب السياحى، فهناك شرائح معينة من السائحين لديهم شغف كبير بالثقافة والفنون حول العالم، وهذه الفعاليات الثقافية المختلفة، تعتبر عنصر جذب مهما للسياحة فى مصر. الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة فى مصر، تهدف إلى تحقيق نمو سريع فى صناعة السياحة يتراوح ما بين 25% و30% سنوياً لتحقيق المستهدف من عدد السائحين من الأسواق العالمية المختلفة حتى عام 2028، ومع الخطط الموضوعة والانشطة المستهدفة لابد من وجود آليات وأدوات لقياس رضا السائحين، ومعرفة احتياجاتهم، سواء بالتواصل المباشر أو بالتواصل الالكترونى، لضمان التطوير المستمر لجودة التجربة، وحتى يتحقق ذلك، مطلوب مشاركة كل الجهات فى هذا الهدف القومى، الذى يحقق رواجا سريعا للحكومة والفرد. فالسياحة لقمة عيش فى كل بيت، وحتى نحصل على النصيب الذى نستحقه من عائداتها، نحتاج جهدا وتطويرا مستمرا، لا أن نكتفى بعشق العالم للأهرامات وأبو الهول.