ساعات معدودات تفصلنا عن عام يمضى.. وبداية عام جديد.. وبين الرحيل والميلاد تتلاحق المشاهد ويكر الشريط بين زمان يغادر مليئًا بالأحداث.. وزمن قادم نتطلع لشغله بمواقف وحكايات ومعايشة.. نتعجل قدومه بلا صبر ولا تؤده!.. إذن يمضى عام 2024 ويودعه الكثيرون وهم يصفقون غير آسفين على فراقه.. يودعه الكثيرون وهم يرقصون ولا يدركون أنهم يتراقصون على رفات تفاصيلهم ولحظاتهم الجميلة التى مضى العام بها. وعام جديد.. نودع معه سنوات مضت من عمرنا بدقائقها وساعاتها ببياضها وسوادها.. سنوات تمثل عمرنا الذى ندرك تماما أننا لن نحياه على هذه الأرض مرة أخرى.. وأن كل عام يمضى هو نسخة واحدة وتجربة غير قابلة للتكرار.. وأن فشلها يعنى الكثير من الندم والكثير من الضياع.! فى تلك اللحظات الفاصلة بين السنة الماضية والعام الجديد تساءلت: أين تمضى الأعوام التى نودعها؟.. فى الوقت الذى سقطت من ذاكرتى ملامح الكثير من الوجوه التى مرت فى حياتى تذكرت أناسًا أحببتهم زرعوا فى داخلى أزهار الألم.. وتذكرت نصفهم الآخر الذى حرص على بقاء تلك الأزهار خضراء فى داخلى.. تذكرت أناسًا رحلوا عنّا من دون وداع رحلوا من هذه الدنيا بلا عودة.. تذكرت أصدقاء كانوا لنا أوفياء وأصدقاء تحولوا فجأة إلى أعداء.. لم ندرك أنه وعلى غفلة منا تغيرت الوجوه من حولنا وكثرت الأقنعة أمامنا وساءت النوايا بلا حدود.. لم ندرك أنه وعلى غفلة منا فقدنا أشياء وفقدتنا أشياء أخرى.. ما أتمناه فى العام الجديد أن ننظر خلفنا بإدراك وأمامنا بإيمان وحولنا بالحب.. أن نجعلها بداية مختلفة.. أن نقتلع جذور الشر فينا.. أن نفتح صفحات جديدة أغلقتها الأيام فى حياتنا.. وأن نقنع أنفسنا دائما بأن هناك ما يستحق أن نستمر من أجله.!!