يعد الموسم السياحي الشتوي في مصر محط أنظار جميع السائحين من مختلف دول العالم، وسط توقعات بزيادة الحركة السياحية، هذا العام، والتى تتطلب تكامل كافة الجهات المعنية لضمان تقديم تجربة سياحية مُميزة كتطوير الخدمات، وتحسين البنية التحتية، والتى تعد عوامل أساسية لضمان استدامة النجاح فى المستقبل وتعزيز عائدات الاقتصاد الوطني. وخلال الموسم السياحي الشتوي في مصر، تتسارع وتيرة الاستعدادات لضمان استقبال السياح بأفضل صورة، خاصة مع توقعات مرتفعة لهذا الموسم الذى يعوّل عليه العاملون فى القطاع لتحقيق طفرة فى الحركة السياحية الوافدة. لكن السؤال هنا: هل تكفي هذه الاستعدادات لاستيعاب هذا النمو؟ وكيف ينعكس هذا الحراك على تجربة السائح فى المواقع الأثرية والمناطق السياحية؟ ◄ خطط الوزارة وزارة السياحة والآثار، أكدت تحسين جودة الخدمات فى المتاحف والمواقع الأثرية والتى تأتى على رأس أولوياتها حيث تتجه الأنظار إلى مصر باعتبارها وجهة سياحية رئيسية، ليس فقط من جانب السياح الباحثين عن الدفء فى الشتاء، بل أيضًا من السائحين الثقافيين الراغبين فى استكشاف المواقع الأثرية الفريدة. تضمنت خطط الوزارة رفع جودة الخدمات فى المواقع السياحية، والتوسع فى التحول إلى المدفوعات غير النقدية، وتدريب العاملين على كيفية استقبال السائحين بشكل حضاري. تشير الأرقام الأولية إلى تجاوز عدد السياح فى النصف الأول من العام نحو 7 ملايين زائر، مع توقعات باستقبال 15 مليون سائح بنهايته وتعتبر مدينتا الأقصروأسوان فى مقدمة الوجهات المفضلة، حيث تجاوزت نسبة إشغال الفنادق فى الأقصر 70٪، ما يبشر بموسم ناجح. وخلال مشاركة وزارة السياحة والآثار فى المعرض السياحى الدولى «بورصة لندن الدولية للسياحة ال43»، أكد الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن السياحة المصرية شهدت تطورًا ملحوظًا منذ بداية العام الجاري، مع توقعات بزيادة أعداد السائحين حتى نهاية 2024 بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي، مُشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تُعد من أهم الأسواق السياحية المستهدفة، حيث تصل مصر أسبوعيًا نحو 77 رحلة طيران من مختلف المدن البريطانية. وتطرق الوزير إلى تنوع المقاصد السياحية المصرية، موضحًا أن مصر تمتلك مقومات سياحية فريدة من نوعها تجعلها فى مقدمة الوجهات العالمية، مشيدًا بالمدينة الروحية سانت كاترين التى أصبحت مقصدًا سياحيًا متعدد المنتجات بفضل مشروعات التطوير التى تُنفذ بها، ومنها «مشروع التجلى الأعظم». ◄ اقرأ أيضًا | «الغرف السياحية»: لا تغيير في مواعيد عمل المطاعم والمنشآت خلال فصل الشتاء ◄ رأس الحكمة وأشار إلى مشروع رأس الحكمة فى الساحل الشمالي، الذى يُتوقع أن يجذب استثمارات تصل إلى 150 مليار دولار ويضيف ما يقارب 130 ألف غرفة فندقية جديدة، مما يساهم فى رفع الطاقة الاستيعابية للمنشآت الفندقية بمصر، مستعرضًا الخطط الطموحة لزيادة عدد الغرف الفندقية بحلول 2031، كما أن المتحف المصرى الكبير، الذى يشهد الآن مرحلة التشغيل التجريبي، هو أحد المشروعات الثقافية الكبرى التى تجذب السياح. ◄ تحديات وفرص الخبراء، يؤكدون أن هذا النجاح يتطلب جهودًا مستمرة فيقول الخبير السياحي، الدكتور عاطف عبد اللطيف، أن مصر تكتسب الآن مكانة قوية على خريطة السياحة العالمية بفضل تنوع مناخها السياحى ومناخها المعتدل، ولتحقيق موسم ناجح يتطلب معالجة عدد من القضايا مثل أسعار الخدمات وتقديم تجربة سياحية تليق بالمبلغ الذى يدفعه السائح، ولا بد من توعية العاملين بعدم المغالاة فى الأسعار، والاهتمام بالتدريب على التعامل مع السائح بشكل يحفّزه للعودة مرة أخرى. أضاف، أن القطاع السياحي بحاجة إلى استثمار دائم فى تطوير البنية التحتية والخدمات، ليس فقط لتلبية متطلبات الموسم الحالى بل لضمان استدامة النجاح فى المستقبل، ومع انطلاق الموسم السياحى الشتوي، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة هذه الاستعدادات على تلبية طموحات السائحين من ناحية، وتعزيز عائدات الاقتصاد الوطنى من جهة أخرى. ◄ الإشغالات الفندقية محمد فاروق، عضو اتحاد الغرف السياحية، قال إن الموسم السياحى الشتوى لهذا العام يبشر بتحقيق نتائج إيجابية، حيث من المتوقع مضاعفة نسب الإشغالات الفندقية خاصة فى المدن السياحية الكبرى مثل القاهرةوالأقصروأسوان وشرم الشيخ، وأكد أن هذا التحسن فى الإقبال السياحى يأتى بعد حملة ترويجية قوية استهدفت المقاصد السياحية المصرية، خاصة فى الأسواق الأوروبية والخليجية. وأشار فاروق إلى أن الجنسيات التى تزداد أعداد سائحيها فى الشتاء تشمل الألمان والفرنسيين واليابانيين والصينيين، موضحًا أنهم من أبرز المهتمين بالسياحة التاريخية والأثرية فى مصر، سواء فى الأقصر أو أسوان أو القاهرة، ولفت إلى أن هؤلاء السياح يفضلون زيارة المواقع الأثرية الفريدة فى مصر والتى تتمتع بتاريخ طويل ومميز. كشف فاروق، عن أن المشاركة الفعالة فى بورصة لندن السياحية من جانب مصر، بالإضافة إلى إقامة المنتدى الحضرى العالمى بالقاهرة، كان لهما دور كبير فى تسليط الضوء على المقاصد السياحية المصرية، مما ساهم فى جذب المزيد من السياح للاستمتاع بأجواء الشتاء المعتدلة فى الوجهات السياحية المختلفة مثل القاهرةوالأقصروأسوان. ◄ الوجهات الشاطئية تتطلب الوجهات الشاطئية كالغردقة وشرم الشيخ استعدادات أمنية إضافية، وهو ما يشير إليه الخبير السياحي، مجدى صادق، قائلًا إنه يجب على الفنادق الشاطئية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية السائحين من أى أخطار بحرية، مع توفير فرق إنقاذ سريعة لضمان شعور السياح بالأمان. أضاف، أن هذه الإجراءات تشمل أيضًا إنشاء مسارات مضاءة وآمنة للسفن النيلية فى الأقصروأسوان، وتكثيف التفتيش على خدمات الفنادق العائمة. وأشار إلى أن تحسين تجربة الوصول إلى مصر أحد الجوانب الأساسية التى ركزت عليها الوزارة، حيث تستهدف تقليل فترة انتظار السياح فى المطارات وتسهيل إجراءات الدخول للمواقع الأثرية، وهذا التحسن يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا فى الصورة الذهنية لمصر لدى السياح، لافتًا إلى ضرورة توسيع الطاقة الاستيعابية للطيران الداخلى وإنشاء المزيد من شركات الطيران لتغطية جميع الوجهات السياحية، إذ من شأن هذه الخطوة تعزيز القدرة على تلبية الطلب المرتفع خلال الموسم. ◄ البنية التحتية كشف إيهاب الجندي، عضو لجنة السياحة بالشعبة العامة للاستثمار، عن توقعات بنمو ملحوظ فى الموسم السياحى الشتوى لهذا العام فى مصر، حيث من المتوقع أن تشهد نسب الإشغالات زيادة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، خاصة فى قطاعى السياحة الكلاسيكية والثقافية. وأشار الجندى إلى أن مدينة الإسكندرية، تُعد واحدة من الوجهات المصيفية والتاريخية الهامة، ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا فى نسب الإشغالات مع بداية الموسم الشتوي، خاصة من السياح القادمين من اليونان وقبرص وبعض دول الخليج، كما أكد أهمية سياحة الفعاليات والمؤتمرات فى تنشيط الحركة السياحية، حيث أشار إلى أن مدينتى الإسكندريةوالقاهرة ستستمران فى جذب الزوار من خلال استضافتهما للعديد من الفعاليات الدولية، مصيفًا أن هذا الاتجاه يسهم بشكل كبير فى تنشيط الحركة السياحية بشكل عام. وأكد أن بورصة لندن السياحية كشفت توقعات إيجابية لموسم سياحى شتوى واعد فى مدن البحر الأحمر وجنوب سيناء، وذلك نتيجة للإقبال المتزايد من منظمى الرحلات الخارجيين على التعاقد مع مصر لاستقبال أفواج سياحية من عدد من الدول الأوروبية فى الفترة المقبلة.