تواجه كندا تحديًا غير مسبوق في تاريخها الدبلوماسي والاقتصادي، حيث تهدد الرسوم الجمركية التي يخطط لفرضها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب على السلع الكندية بتقويض استقرار الحكومة الكندية. وفي وقت يعاني فيه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، من ضغوط سياسية متزايدة بسبب الاستقالة المفاجئة لنائبته كريستيا فريلاند، تبدو كندا على مفترق طرق، حيث إن أزمة الرسوم الجمركية لم تعد مجرد خلاف تجاري بل باتت صراع أكبر يمكن أن يمس الأمن الاقتصادي والسياسي لأوتاوا، وبينما يحاول المسؤولون الكنديون التعامل مع التصعيد، يتزايد القلق بشأن كيفية الرد على التهديدات التي يوجهها ترامب، في وقت يصعب فيه التنبؤ بخطواته التالية، قبل تنصيبه في 20 يناير المقبل. اقرأ أيضًا| خطة ترامب| هل تعيد الولاياتالمتحدة تشكيل خريطة الأسواق العالمية؟ كيث تهدد الرسوم الجمركية استقرار كندا السياسي والاقتصادي؟ وتهدد الرسوم الجمركية التي يخطط ترامب لفرضها على كندا استقرار الحكومة الكندية وتضع رئيس الوزراء جاستن ترودو في موقف صعب، ورغم محاولات التهدئة التي بذلها، تبقى تداعيات الأزمة مع الرئيس الأمريكي المنتخب واضحة، خاصة بعد استقالة نائب رئيس الوزراء كريستيا فريلاند، ليعكس هذا التوتر تهديدًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا في كندا، وسط تصريحات دونالد ترامب التي أكدت على ضرورة توجيه الرد الكندي بحذر وفعالية، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية. وتتسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع القادمة من كندا في أزمة دبلوماسية معقدة، حيث استخدم الرئيس الأمريكي المنتخب هذه الرسوم كوسيلة للضغط على كندا والمكسيك لتحسين إجراءات مكافحة تهريب المخدرات، لتترك هذه الرسوم آثارًا غير مسبوقة على العلاقة بين الشركاء التجاريين، ما يجعل حكومة ترودو في وضع حساس للغاية، وسط السخرية المستمرة من ترامب تجاه المواقف الكندية. ومنذ التهديدات الأمريكية، بات على كندا البحث عن سبل دبلوماسية للتصدي ل الرسوم الجمركية، وفي هذا السياق، جرت محاولة لتقديم حلول من خلال تعزيز أمن الحدود، لكن ترامب رأى في هذه الجهود انتصارًا شخصيًا، حيث أصر الرئيس الأمريكي المنتخب، على أن هذه الإجراءات كانت نتيجة لضغطه على كندا، وهو ما جعل المسار الدبلوماسي الكندي أكثر تعقيدًا. اقرأ أيضًا| هل يشعل ترامب حرب عالمية تجارية؟| ملامح نظام مالي جديد بين الشرق والغرب استراتيجية كندا المستقبلية تحت ضغط الرسوم الجمركية وبعد استقالة كريستيا فريلاند، تعرضت الحكومة الكندية لانتقادات شديدة، خاصة من المعارضة التي طالبت باستقالة رئيس الوزراء الكندي ترودو، لكن الفشل في إدارة الأزمة مع ترامب قد يكون قد أضعف موقف الحكومة الكندية داخليًا وخارجيًا، وهذا الضعف ينعكس على صورة كندا في الساحة الدولية، وسط تهديدات دونالد ترامب المستمرة حتى قبل تنصيبه رسيمًا في العشرين من يناير المقبل، ولكن على الرغم من الأزمة السياسية، تظل الرسوم الجمركية الأمريكية حاضرة كعامل مؤثر في مستقبل البلاد. وفي ظل تصريحات دونالد ترامب القاسية، أخذت بعض المقاطعات الكندية مثل أونتاريو دورًا قياديًا في الرد على الرسوم الجمركية، وكان رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، أحد أبرز المنتقدين لقرارات الرئيس الأمريكي المنتخب، محذرًا من الأضرار المتبادلة على الاقتصادين الأمريكي والكندي، لتوضح هذه التحركات السياسية حجم التحديات التي تواجه كندا في ظل الضغوط الأمريكية المستمرة.