يحتضن المتحف المصري بالقاهرة كنوزًا لا تُقدر بثمن، تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وإبداع فنانيها. من بين هذه الكنوز، تبرز تميمة ميكريت كقطعة استثنائية تمزج بين الحرفية الدقيقة والمعتقدات الروحانية العميقة. هذه التميمة المصنوعة من العقيق الأحمر والذهب ليست مجرد قطعة فنية، بل هي انعكاس لعمق العقيدة المصرية القديمة وأسرارها. 1- وصف التميمة: تحفة من العقيق الأحمر والذهب تتخذ تميمة ميكريت شكل رأس ثعبان الكوبرا، أحد الرموز المقدسة في مصر القديمة، والتي ارتبطت بالحماية والقوة الإلهية. التميمة مصنوعة من العقيق الأحمر، الذي يرمز إلى الحياة والطاقة، ومثبتة على سطح ذهبي لامع يبرز تفاصيلها الدقيقة. يتصل بها خيط ذهبي، مما يشير إلى استخدام التميمة كزينة شخصية أو أداة طقسية. 2- النقوش: رسالة روحانية خالدة على ظهر التميمة، نُقش نص في عمودين يُظهر تضرع الملك بسوسنس الأول للمعبود المعروف ب"الخير جدًا". النص يعبر عن طلب الملك أن يشع نور الإله عليه في قبره، مما يعكس المعتقدات العميقة حول الحماية الإلهية في الحياة الأخرى. 3- السياق التاريخي: عهد الأسرة 21 تنتمي التميمة إلى عهد الملك بسوسنس الأول (1039-991 قبل الميلاد)، أحد حكام الأسرة 21، والذي اشتهر بحكمه من مدينة تانيس (صان الحجر). وُجدت التميمة في المقبرة الملكية (NRT III)، تحديدًا في الغرفة 1، مما يدل على مكانتها الخاصة في الطقوس الجنائزية. 4- المواد المستخدمة: رمزية العقيق والذهب العقيق الأحمر: رمز الحياة والقوة، وكان يُعتقد أن له خصائص واقية وسحرية. الذهب: معدن الشمس والأبدية، يعبر عن الخلود ويُستخدم غالبًا في التمائم الملكية. 5- التميمة في السياق الديني والفني كانت التمائم جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والجنائزية للمصريين القدماء. تميمة ميكريت تُظهر براعة الحرفيين المصريين في تحويل المواد الطبيعية إلى قطع فنية تحمل معاني روحانية عميقة. تميمة ميكريت ليست مجرد قطعة أثرية تُعرض في المتحف المصري، بل هي شهادة على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتقديرها للفن والعقيدة. من خلال هذه التميمة، نستطيع أن نستشعر عبقرية المصري القديم في التعبير عن الإيمان باستخدام أرقى أشكال الحرفية. إنها إحدى روائع المتحف التي تُعيد الحياة لروح التاريخ وتُبهر كل من يتأملها. اقرا ايضا | أظافر ذهبية لمومياوات وتمائم وجعارين| كشف أثرى بمقابر العصر البطلمى بالبهنسا