تُعد السمنة عند الأطفال واحدة من أبرز التحديات الصحية والنفسية التي تواجه الأسر والمجتمعات حول العالم، ووفقاً لدراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن أكثر من 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً عانوا من زيادة الوزن في عام 2022، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة، فهل سمنة الأطفال أسبابها نفسية أم جسدية؟ اقرأ أيضاً | أمل عمار خلال «الإسكوا»: إنجازات بارزة وتمكين شامل للمرأة المصرية السمنة عند الأطفال: بين الأسباب النفسية والجسدية في حوار خاص مع "بوابة أخبار اليوم"، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن أسباب السمنة عند الأطفال قد تكون مزيجاً من العوامل الجسدية والنفسية. الأسباب الجسدية: قد تكون الأمراض العضوية مثل مرض السكري من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى زيادة الوزن لدى الأطفال. الأسباب النفسية: يُعد التنمر من أبرز الأسباب النفسية التي تؤثر على الطفل المصاب بالسمنة، حيث يشعر الطفل بالضغط النفسي والاكتئاب نتيجة التنمر المتكرر، كما أن صورة الجسد في ذهن الطفل تؤثر بشكل كبير على نفسيته، مما يزيد من معاناته. دور الأهل في علاج السمنة النفسية عند الأطفال وشدد الدكتور جمال فرويز على أن دور الأبوين محوري في مساعدة الطفل على التغلب على مشكلته، موضحاً أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه يعتبر خطوة أساسية لتجاوز الآثار النفسية للسمنة، كما نصح بعدم تأنيب الطفل بسبب تناوله للطعام، لأن هذا السلوك قد ينعكس سلباً على نفسيته ويزيد المشكلة تعقيداً. وأضاف "فرويز" أن السمنة ليست دائماً خطأ الطفل وحده، بل قد تكون نتيجة عوامل وراثية أو سلوكيات غذائية خاطئة؛ لذا من المهم أن يتعاون الأهل مع أطباء التغذية والنفسية لتقديم حلول شاملة تساعد الطفل على تحسين حالته الصحية والنفسية. وتابع: "السمنة عند الأطفال ليست مجرد مشكلة جسدية، بل لها أبعاد نفسية تحتاج إلى التعامل معها بحذر ووعي، وتلعب البيئة الأسرية دورًا كبيرًا في دعم الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، مع أهمية تبني أنماط غذائية صحية وتجنب السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على حالته النفسية".