يقف المهاجرون في الولاياتالمتحدة أمام تحديات جديدة قد تغيّر مصيرهم، حيث يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب لتنفيذ خطة تُوصف بأنها الأكبر في تاريخ البلاد، مستهدفًا ملايين المهاجرين غير الشرعيين. من مراكز الاحتجاز المؤقتة إلى مدن الخيام والطائرات المُتجهة لوجهات غير متوقعة، تتبلور رؤية مثيرة للجدل تهدف لإعادة تشكيل سياسات الهجرة، وبينما يُبرر ترامب موقفه بمحاولة حماية "هوية الأمة"، يتوقع البعض أن تثير سياسات ترامب عواقب إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، فهل ستنجح خطة ترامب مع عودة سياساته عقب فوزه بانتخابات أمريكا 2024 واحتمال عودته للبيت الأبيض في 20 يناير المقبل،؟ أم أنها ستؤدي إلى ردود فعل عنيفة تعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في أمريكا؟ اقرأ أيضًا| هل يشعل ترامب حرب عالمية تجارية؟| ملامح نظام مالي جديد بين الشرق والغرب سياسات ترامب.. ترحيلات جماعية أم رسالة ترهيب؟ يعتزم دونالد ترامب إطلاق حملة ترحيل واسعة النطاق تستهدف المهاجرين غير الشرعيين، مستخدمًا أساليب غير تقليدية لخلق صدمة إعلامية، من مداهمات تلفزيونية تهدف لبث الخوف إلى استخدام الخيام كمراكز انتظار، تسعى هذه الخطة إلى تحقيق تأثير قوي، وتتطلب التنفيذ تعاونًا واسع النطاق مع أجهزة إنفاذ القانون المحلية، ما يعكس طموحًا يتخطى الحدود المألوفة للسياسة التقليدية، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية. مع وجود أكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي في أمريكا، يسعى دونالد ترامب إلى تسريع الترحيلات بمعدلات غير مسبوقة، واقترح نائب الرئيس الأمريكي المنتخب، جي دي فانس، ترحيل مليون شخص سنويًا، مقارنةً بترحيل 1.5 مليون خلال ولاية ترامب الأولى، لكن هذا النهج يحمل معه أسئلة حول مدى توافقه مع البنية القانونية والدستورية الحالية مع عودة سياسات ترامب. تُظهر التوقعات أن أول 90 يومًا من تنفيذ خطة ترامب ستكون مليئة بالفوضى، مع توقيف المهاجرين وتأثير ذلك على المدارس والشركات، قد يشهد الأمريكيون شللًا في قطاعات حيوية، فيما حذر رئيس هيئة الهجرة السابق جيسون هاوزر من تبعات ملموسة على الحياة اليومية من خطة ترامب، ما يعكس التحديات المرتبطة بترحيلات واسعة النطاق كجزء من سياسات ترامب، بحسب الصحيفة البريطانية ذاتها. صرح ترامب وقيصر الحدود توم هومان بخطة لترحيل المهاجرين المتهمين جنائيًا، لكن التفاصيل حول استثناءات الترحيل لا تزال غامضة، وتستهدف سياسات ترامب إنهاء برامج الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن عبر أوامر تنفيذية وتغيير أولويات الوكالات، مما يهدد الملايين من المهاجرين، حتى من يملكون روابط مجتمعية عميقة، بما في ذلك المستفيدين من برامج الإفراج المشروط مثل الأفغان والفنزويليين. برنامج "داكا" الذي يحمي المهاجرين الأطفال "الحالمين"، قد يواجه تحديات قانونية تؤدي إلى إنهائه، وهو ما قد يتوافق مع سياسات ترامب، ففي ولايته الأولى، لاحق ترامب "الثمار المنخفضة"، مستهدفًا من صدرت بحقهم أوامر إبعاد نهائية، وقد تعيد الإدارة الجديدة توسيع عمليات الإبعاد السريعة، ما يزيد المخاوف داخل المجتمعات المهاجرة من الإجراءات التعسفية. اقرأ أيضًا| ترامب ورسومه الجمركية| هل بات يهدد تكامل اقتصادات أمريكاالشمالية؟ سياسات ترامب تضغط المدن الزرقاء.. ماذا يعني؟ السياسات التي يتبناها دونالد ترامب تضع المدن الديمقراطية المعارضة لقوانين الهجرة في مواجهة مع السلطات الفيدرالية، ومن المتوقع أن تكون الساسيات الأولى لترامب ذات طابع عسكري لإثارة الخوف والفوضى، في المقابل، ستعمل الولايات الحمراء بتنسيق وثيق مع الحكومة لتنفيذ سياسات الترحيل، كما هو الحال في ولاية أريزونا الأمريكية التي تدعم تطبيق قوانين الهجرة المحلية. ستتطلب سياسات ترامب مساحة أكبر لاحتجاز المهاجرين بانتظار قرارات الترحيل، وهو ما قد يدفع السلطات الأمريكية لاستخدام مستودعات مهجورة أو بناء مدن خيام، كما ستُخفض معايير المرافق الحالية لاستيعاب الأعداد المتزايدة، ما يثير قلقًا حول الظروف الإنسانية والأمنية، خاصة مع خطط استخدام السجون المحلية ومرافق مؤقتة لإيواء المحتجزين. الطائرات والترحيل إلى وجهات ثالثة.. ما القصة؟ في ظل صعوبة إعادة المهاجرين مباشرة إلى بلدانهم، قد تعتمد سياسات ترامب على ترحيلهم إلى دول ثالثة تقبل استقبالهم، وهذا النهج، الذي يتضمن إرسال رحلات إلى أماكن مثل جزر الباهاما، يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية، خاصة مع احتمال تصعيد التوترات بين الدول وإثارة مشكلات دبلوماسية عقب عودة دونالد ترامب لسدة الرئاسة الأمريكية. ما هي عقبات تنفيذ خطط ترحيل ترامب؟ تواجه سياسات ترامب عقبات قانونية ومالية، من بينها مقاومة الكونجرس الأمريكي لتمويل مخططات الترحيل، ورفض المدن والولايات المعارضة للتعاون مع إدارة الهجرة، كما ستشكل المحاكم أداة رئيسية لمواجهة هذه السياسات، خاصة مع خطط استخدام قوانين مثيرة للجدل مثل "قانون الأعداء الأجانب". فيما تشير التقديرات إلى أن الترحيل الجماعي سيؤدي إلى تكاليف مالية باهظة ويؤثر على صناعات حيوية مثل الزراعة والبناء بأمريكا، إضافة إلى خسارة كبيرة في عائدات الضرائب الأمريكية، وتُحذر الأصوات المعارضة في الولاياتالمتحدة من ردود فعل شعبية عنيفة ضد سياسات ترامب، خاصة مع تكشف التكلفة الإنسانية والاقتصادية لهذه الإجراءات. اقرأ أيضًا| خطة ترامب| هل تعيد الولاياتالمتحدة تشكيل خريطة الأسواق العالمية؟