أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة Science بتاريخ 5 ديسمبر أن فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 المنتشر في الولاياتالمتحدة قد يصبح أكثر قدرة على إصابة البشر إذا حدثت طفرة واحدة محددة في تركيبه الجيني، هذا الاكتشاف يُثير مخاوف من احتمالية أن يصبح الفيروس أكثر تهديدًا للبشرية. الوضع الحالي لفيروس H5N1 وفقًا للإحصائيات الفيدرالية، تم تسجيل إصابة 58 شخصًا في الولاياتالمتحدة بفيروس H5N1 هذا العام، حيث كانت معظم الإصابات بين العاملين في مزارع الحيوانات، وخاصة الأبقار والدواجن، وهي الأنواع التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير. يوضح العلماء أن الفيروس في شكله الحالي ينتقل بشكل أساسي من الحيوانات إلى البشر عن طريق الاتصال الوثيق مع الحيوانات المصابة، مما يقلل من احتمالية انتقاله بين البشر. ولكن، الدراسة الجديدة أثبتت أن طفرة واحدة قد تجعل الفيروس أكثر قدرة على الارتباط بالخلايا البشرية، وهي خطوة أولى نحو انتقاله بسهولة بين البشر، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار وباء عالمي. اقرأ ايضا|الحليب الخام وإنفلونزا الطيور.. مخاطر صحية جديدة تثير القلق تفاصيل الدراسة العلمية قاد فريق البحث جيمس بولسون من معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا، وركزت دراستهم على جين صناعي مُشتق من السلالة الفيروسية المنتشرة بين الأبقار في الولاياتالمتحدة. أجرى الفريق تعديلات مستهدفة على الجين لدراسة تأثير الطفرات على قدرة الفيروس على الالتصاق بالخلايا البشرية. وأظهرت النتائج أن طفرة واحدة فقط قد تكون كافية لتحسين ارتباط الفيروس بخلايا الإنسان، وصف الأستاذ يوشيرو كاواوكا من جامعة ويسكونسن-ماديسون هذه النتيجة بأنها "مفاجئة"، مشيرًا إلى أن التغيرات اللازمة لتمكين الفيروس من إصابة البشر قد تكون أقرب مما كان متوقعًا. المخاوف والإجراءات الوقائية على الرغم من أن الفيروس الحالي لا يزال غير قادر على الانتقال بين البشر بسهولة، إلا أن العلماء يؤكدون ضرورة اتخاذ احتياطات مشددة لمنع تفشيه، تشمل التوصيات: ارتداء معدات الوقاية الشخصية من قبل العاملين في المزارع. تناول مضادات الفيروسات في حالات التعرض المحتمل للفيروس. مراقبة مستمرة للفيروس للكشف عن أي طفرات جديدة قد تزيد من خطورته. هل سيصبح فيروس إنفلونزا الطيور وباء محتمل في 2025؟ كما شدد بولسون على أهمية الاستعداد لمواجهة أي انتشار محتمل للفيروس، بما في ذلك تخزين لقاحات إنفلونزا الطيور وتطوير خطط لنشرها عند الحاجة. رُصدت بعض الحالات المثيرة للقلق بالفعل، في كندا، أصيب مراهق بفيروس H5N1 وتم نقله إلى المستشفى، عند تحليل السلالة المأخوذة منه، لوحظ وجود طفرات قد تزيد من قدرة الفيروس على الانتقال بين البشر، وذلك بحسب مجلة Time. وفي دراسة منفصلة، أظهرت سلالة مأخوذة من أحد العاملين في المزارع بالولاياتالمتحدة قدرة على النمو في خلايا الرئة البشرية، لكن هذه الطفرات لم تظهر بعد في الفيروسات المنتشرة بين الأبقار. يحذر الخبراء من أن الوقت قد يكون محدودًا قبل أن يظهر الفيروس بقدرة متزايدة على إصابة البشر. يقول تروي ساتون، أستاذ العلوم البيطرية بجامعة ولاية بنسلفانيا: "المقلق هو أننا غالبًا ما ندرك وجود جائحة بعد أن تبدأ بالفعل". لذلك، يشدد العلماء على أهمية التحضير المسبق والاستجابة السريعة، لضمان أن أي تغيير محتمل في الفيروس لا يتحول إلى كارثة صحية عالمية.