يُحيي أحفاد شيخ العرب همام، في هذه الأيام، الذكرى 254 على وفاته، الشهير بحاكم الصعيد، وترصد بوابة أخبار اليوم، في سلسلة حلقات، أبرز المعلومات عن شيخ العرب همام، وقلعته الحربية التي تحكي بطولاته، ووثيقة تحالف القبائل ضد المماليك، ومسجده الذي يعد تحفة إسلامية في قلب الصعيد. وفي الحلقة الأولى، ترصد بوابة أخبار اليوم، أبرز المعلومات عن قلعته الحربية أو بيت همام كما يطلق عليه هنا في قرية العركي بفرشوط. على أطراف قرية العركي، التابعة لدائرة مركز ومدينة فرشوط، شمال المحافظة، تقف قلعة شيخ العرب همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام أشهر شخصيات الصعيد، والابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، وحاكم الصعيد. اقرأ أيضا| تفاصيل زيارة محافظ قنا لفرشوط للوقوف على مستوى وجودة الخدمات ووفق ما ذكره المؤرخون، وسجلته دفاتر التاريخ، أنشأ شيخ العرب همام المولود في عام 1709م والمتوفى في عام 1769م، قلعته الحربية في القرن الثامن عشر الميلادي، بغرض حماية ممتلكاته وتعضيد مده التوسعي، وجيش فيها جيشًا قوامه 35 ألف مقاتل، لمحاربة المماليك آنذاك. تشير الدراسات التاريخية أن القلعة الحربية بُنيت من الطوب اللبن والرمال والتبن، وتتكون من مبنيين منفصلين، أحدهما وهو المبنى الرئيسي وتبلغ مساحته 2156 مترًا، والآخر تبلغ مساحته 1050 مترًا، وتلحقها مساحة أرض متسعة تبلغ 15 فدانًا بها أطلاق قديمة دُفنت بالرمال كان يوجد بها معسكرات الجنود ومخازن للغلال والأسمدة. القلعة التي أنشأها شيخ العرب همام، لمحاربة المماليك، وتكون تاريخًا له ولأسرته، تحوّلت إلى خرابة، فهنا تجد الحيوانات النافقة وقمامة، وتعديات وسط مطالبات أبناء قبيلة الهمامية وهم أحفاد شيخ العرب همام، بالاهتمام بالتاريخ الذي أصبح يتآكل. وشيخ العرب همام هو همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبوصبيح سيبة، والملقب بشيخ العرب همام، وهو من أشهر شخصيات الصعيد، ولد عام 1121 ه (1709 م) في فرشوط بمحافظة قنا، وتوفي عام 1183 ه (1769 م)، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التي استقرت في صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور في الصعيد. وبعد تولي الشيخ همام الحكم، بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م، وسع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد من المنيا إلى أسوان، فكان دولة داخل الدولة، واتخذ فرشوط عاصمة لحكمه، وأنشأ فيها قلعة حربية ومسجدًا كبيرًا ما زالا موجودين حتى الآن. أنشأ همام الدواوين لإدارة شؤون الأراضي الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها، وخاض حربًا مع رأس الدولة آنذاك علي بك الكبير، الذي كان حليفًا للروس الذين أمدوه بأكثر الأسلحة تطورًا في ذلك الوقت، فبعث همام جيشًا كبيرًا على رأسه ابن عمه إسماعيل الهواري، لكن المماليك أقنعوا إسماعيل بالتحالف معهم، وهُزم جيش همام ودمر المماليك فرشوط، وفر شيخ العرب إلى النوبة محاولاً بناء جيش جديد لكن عاجلته الوفاة.