ظل بقايا نسل بنى إسرائيل ومن تبعهم من غير بنى إسرائيل مستمرين فى غيهم وضلالهم وتعنتهم مع أنبياء الله إليهم وآياته على أيديهم، لكنهم فى كل ذلك اختاروا أن يبقوا كما هم طوال تاريخهم منذ خروجهم من مصر وحتى يومنا هذا. حتى كان ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ومعجزة ميلاده من غير أب ليحمل رسالة جديدة إليهم، حتى إنه عليه السلام قال «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة» كما جاء فى إنجيل متى 15: 24 ومرقس 7: 27. ولد المسيح عيسى عليه السلام فى بيت لحم بمعجزة من الله، وكان أول من اتهم سيدتنا مريم فى حملها هم بنو إسرائيل، الذين شبههم المسيح بالخراف الضالة، وهم كما يبدو من تشبيهه كالخراف التى خالفت الراعى فشردت عن القطيع وطريق الهداية وراح كل فى طريق كما يحلو له. وكعادتهم تآمروا على المسيح وكانوا هم السبب الرئيسى فى مقاتلة الروم للنبى عيسى عليه السلام، فهم من حرض الملك الرومانى على عيسى عليه السلام، ما جعل المسيحيين مضطهدين فى تلك المنطقة. وعلى الرغم من أن التوراة قد بشرت بقدوم نبى يسمى يشوع فإن اليهود لم يؤمنوا بشريعة عيسى عليه السلام، وظلوا متمسكين بالدين اليهودى المحرف، إلا قليلين منهم هم من صدقوا أن النبى عيسى هو يشوع، وهم من اعتنقوا المسيحية، وعبدوا الله وآمنوا بكتابه التوراة. فى سنة 324 ميلادية، أمر ملك الروم قسطنطين الأول بمنح الأمان للمسيحيين وإيقاف الاضطهاد عليهم، بل واعترف بالديانة المسيحية واعتنقها، وبذلك أصبح النفوذ أقوى للمسيحيين، مما أدى إلى هرب اليهود من الأراضى المقدسة، وانتشر بنو إسرائيل فى كل بقاع الأرض، فمنهم من رحل للجزيرة العربية، ومنهم من رحل لأوروبا، ومنهم من رحل إلى إفريقيا. وتستمر الرحلة بعدها حتى ظهور الإسلام.