فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى؛ أقيم عدد من اللقاءات والمناقشات حول صناعة السينما وصنَّاعها، من أبرزها: لقاء مع المخرج يسرى نصر الله المكرَّم بجائزة الهرم الذهبى، وخلالها قال: إنه يحاول دائمًا إظهار الإنسان الحقيقى فى أعماله، مضيفًا: لا أطلب من ممثلٍ تأدية دور على عكس طبيعته ولا أفرض شخصية معينة عليه، بل يجب أن يكون الممثل مستمتعًا بالعمل، وبالتالى تتولد حالة من الحب والراحة، فأنا لا أختاره على أساس شباك التذاكر، وإنما أختار الشخص المناسب للدور، وقد حدث ذلك معى بالفعل أثناء التحضير لفيلم «مرسيدس» حين طلب منى أحمد زكى وقتها أن يشارك فى بطولة الفيلم ولكننى رفضت، رفضت لأننى لم أجده مناسبًا للشخصية، فالدور يجب أن يقوم به شخص أبيض البشرة، وأن تتوافر فيه صفات معينة أخرى لا تنطبق على أحمد زكى، وهو بالطبع فنان عظيم لكننا اختلفنا سويًا فى هذه النقطة. وعن أسباب اختياره لشخصيات حقيقية غير ممثلين فى معظم تجاربه الإخراجية وخصوصًا فيلم «أيام صيفية» وهو أول فيلم مع رحلة الإخراج؛ قال: أنا من جيل الستينيات وقد شاهدت وأُعجِبت بتجارب أمريكا اللاتينية وفرنسا وإيطاليا، لكن المنظومة الإنتاجية فى مصر مختلفة، فأى منتج هنا لا يتحمس لأى فيلم بدون نجوم، وقد ذهبتُ ليوسف شاهين، واقترحتُ عليه إنتاج الفيلم، وبالفعل بدأت التصوير وعرضناه فى مهرجان «كان» وداخل سينمات فرنسا لمدة 7 شهور تقريبًا، لكنه عُرض فى مصر لمدة شهرين فقط بسينما كريم. وعن أسباب تمسكه بالمدينة فى أفلامه قال: هناك تيمة ثابتة عندى وهى الفقدان؛ ليس للأشخاص فقط ولكن قد يكون لأشياءٍ فقدناها بالفعل، أو أشياءٍ أخرى نحاول التمسك بها حتى لا نفقدها أبدًا. وحول أفلامه قال: إنها ليست سياسية كما يتصور البعض دائمًا؛ فباستثناء فيلمه «الماء والخضرة والوجه الحسن» ترتبط أفلامه دائمًا بحدثٍ معين تاريخى. يقول: لا أقدم الحدث نفسه بل أناقش تأثير الحدث على المواطن والإنسان، ولا أقصد أن يكون الحدث مصحوبًا بخلفية سياسية، بل أذهب لحكايات الناس، فلا يجب أن نصنع الأفلام لنعبر فيها عن وجهة نظرنا، تلك يمكن كتابتها فى المقالات وليست الأفلام؛ لذلك أحب الأفلام إلى قلبى هو: مرسيدس والكيت كات، لأنهما عن الناس. مختارات مجلة الفن وفى ندوة أخرى حول كتاب «مختارات من مجلة الفن السابع» الذى تم الاحتفاء بإصداره ضمن مجموعة من إصدارات المهرجان هذا العام؛ قال الناقد عصام زكريا المدير الفنى للمهرجان: إن مجلة الفن السابع كانت بمثابة صحافة سينمائية متخصصة، وأن الصحافة السينمائية هى ضلع رابع فى صناعة السينما، حتى فى هوليوود. مضيفًا: مجلة الفن السابع كانت حلمًا وتحقق، وقد شرفت بالعمل فى أول أعدادها، وشاركت فى العديد من الملفات المتخصصة فيها وأيضًا الكتابات النقدية، والفضل فى ذلك يعود إلى الفنان محمود حميدة الذى دعم التجربة بكل ما يملك من أدوات. كتبنا مثلًا عن المدارس والاتجاهات الفنية التى لم تكن مألوفة لدى الجمهور المصرى وقتها؛ لذلك فخور كونى جزءًا من التجربة، وفخور بالكتاب الذى صدر لإعادة مختارات مُنتقاة من المجلة على مدار 45 عددًا. وقال الفنان محمود حميدة صاحب فكرة إصدار المجلة فى تسعينيات القرن الماضى: إن المجلة كانت بمثابة الحلم الذى راوده دائمًا: «أردت أن يتم تخصيص مطبوعة متخصصة عن صناعة السينما وأدواتها؛ لذلك كان لا بد من توافر مصدر معرفى يتناوله الآخرون ويستفيدون به فى مجال عملهم. أردت نقل كل ما هو جديد عن أدوات الصناعة حول العالم، وكل المستحدثات التى تفيد العاملين فى هذا المجال، لذلك أصبحنا بمرور الوقت حلقة وصل بين السينما وجمهورها». مقومات جذب كما أقام المهرجان حلقة نقاشية تحت عنوان «الهيئات السينمائية الوطنية عالميًا - إنتاج الفيلم عبر الحدود» أدارتها الدكتورة مرفت أبو عوف، وشارك فيها المنتج المصرى هشام عبد الخالق، رئيس غرفة صناعة السينما، والمخرج والمنتج الأردنى عبد السلام الحاج مدير بناء القدرات بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام. وناقشت الجلسة دور هيئات الأفلام بصفة عامة على المستوى العربى والعالمى فى إزالة العقبات لإنتاج الأفلام عبر الحدود، وتسهيل الإنتاج المشترك فى ظل حالة الانفتاح العالمى. المنتج هشام عبد الخالق تحدث عن دور هيئة الأفلام قائلًا: «هيئة الأفلام جهة متخصصة تسهل تصوير الأفلام خارج البلدان، ويتضمن ذلك شقين؛ الأول خاص بالتصوير السينمائى، والثانى يتضمن جانبًا سياحيًا ترويجيًا للبلد الذى يتم التصوير فيه. لكن ما يتحكم فى تصوير عمل فنى سواء فيلمًا أو مسلسلًا، هو السيناريو الذى يتطلب تصوير البلد الذى وقع عليه الاختيار. فمصر مثلًا تمتلك مقوماتٍ جاذبة لأى عمل أجنبى للتصوير فيها مثل: الآثار ونهر النيل والأماكن السياحية بالغردقة وشرم الشيخ والمدن الساحلية». وأضاف: «فى الماضى كنا نواجه صعوبة فى استخراج التصاريح الخاصة بتصوير الأعمال الأجنبية، لكن الموضوع أصبح أسهل بمرور الوقت. أصبحت التصريحات الآن تصدر خلال أسبوعين فقط، مع وجود خصوماتٍ على تذاكر مصر للطيران، وخصومات تأجير استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى». المنتج الأردنى عبد السلام الحاج قال: إن هيئة الأفلام فى الأردن لديها استراتيحية تهدف لتحويل الأردن لوجهة عالمية لتصوير الأفلام والمسلسلات من خلال خطة تسويقية، وتوفير حوافز لتشجيع العمل الأجنبى على التصوير داخل الأردن، بالإضافة لدعم صناع السينما فى الأردن سواء من المنتجين أو المخرجين.