شعور قاس، مغلف باليأس والإحباط، حول حلم إقامة دولة فلسطين المستقلة، أصاب الكثيرين، على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر جليا فى منشوراتهم، بعد إعلان الرئيس المنتخب دونالد ترامب، عن ترشيحاته للمناصب المهمة، خلال ولايته الجديدة، حيث يغلب عليها «الصقور اليمينيون»، بل إن منهم، الأكثر تشددا وتطرفا، من الطغمة الحاكمة فى تل أبيب. فهذا مايك هاكابى المرشح سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل، لا يؤمن أصلا بشىء اسمه فلسطين، ويؤيد إقامة المستوطنات وتوسعتها. أما ستيف ويتكوف المرشح مبعوثا للشرق الأوسط، فهو رجل أعمال يهودى، مؤيد بشدة لإسرائيل. نفس الأمر بالنسبة للمرشحين لوزارتى الدفاع والخارجية، بيت هيغيت ومارك روبيو، حيث كان الأول داعما قويا لدولة الاحتلال الصهيوني، خلال عمله كمقدم برامج بشبكة فوكس نيوز، أما الثانى فمن المعارضين بشدة لوقف العدوان على غزة، ويطالب دوما، باتخاذ مواقف أكثر شدة، تجاه الصين وإيران وكوريا الشمالية. وتعد إليز ستيايفانك المرشحة مندوبة أمريكا لدى الأممالمتحدة، من المدافعين بشدة عن سياسات إسرائيل، وقادت جهودا لمكافحة معاداة السامية فى الجامعات الأمريكية، كما عارضت قرار الرئيس الحالى بايدن، حظر إرسال قنابل معينة لإسرائيل. نعم، تشكيلة يمينية، تميل أفكارها وعقائدها السياسية، إلى جانب إسرائيل. لكن هذا لا يعنى أبدا، نهاية حلم التحرر والاستقلال الفلسطيني. فقد علمنا التاريخ، أنه ليس هناك قوة على وجه الأرض، يمكنها استمرار استعمار أو احتلال أرض أمة أخرى، إلى ما لا نهاية، فى ظل مقاومة أصحاب الأرض، وإلا ما تحررت عشرات الدول فى إفريقيا وآسيا وغيرها، من الاستعمار. ولنا فى ثورة التحرير الجزائرية أسوة حسنة، حيث نجحت الجزائر فى انتزاع حريتها واستقلالها من الاستعمار الفرنسى، عام 1962، بعد كفاح مشهود وثورة خالدة وتضحيات جسيمة، قدمت خلالها أكثر من 1.5 مليون شهيد ومليونى معتقل. حلم دولة فلسطين المستقلة، سوف يتحقق، عاجلا أو آجلا، رغم أنف الصقور والحمائم.