لا تيأس أبدا، ولا تتوقف عن السعى، لا تحاول تبرير كل شيء، فهناك أشياء لا يمكن تبريرها، فقط كن متأكد أن الله ما زرع فى قلبك رغبة الوصول لأمر معين إلا وهو يعلم أنك ستصل إليه.. لا أخفيك سرا ستجد الواقع مؤلما والطريق ليس ممهدا، والأبواب مغلقة، إلا بابا واحدا هو باب السماء.. لكن لا تتوقف، ولا تيأس، اكمل واستمر، فقول الله تعالى هو اليقين الحقيقى، «وإن ليس للإنسان إلا ما سعى».. لا تكن مترددا يا صديقى، فالحياة قاسية جدا، ولا ترحم أحد، مهما كان.. فأنا رغم سنواتى المحدودة فى هذه الحياة، أكاد أجزم لك، أنها لن تستمر طويلا، لا الفرح يدوم ولا الحزن، لا المنصب يستمر ولا المال.. تيقن يا صديقى أنها مجرد أيام متقلبة، لا تدع الراكب راكبا ولا الماشى ماشيا.. رأيت فى سنوات عمرى الأخيرة ثورات وحروب، إنجازات وإخفاقات، شخصيات ورموزا، كان لسان حالهم يقول «من أشد منا قوة».. لهم من الهيبة والنفوذ ما يشيب له الولدان، لكن بين عشية وضحاها، شاهدناهم خلف القضبان.. رأيت أناسا لا حول لهم ولا قوة، لا يملكون ثمن وجبة الإفطار، رصيدهم صفر، وتعليمهم محدود، وفى غضون أيام تحولوا إلى بهوات، ورجال أعمال.. سبحان مغير الأحوال.. هكذا حال الدنيا يا صديقى، فليست كل الأمانى ممكنة، ولكن أمرنا الله بالسعى، والكد والعمل والتوكل عليه.. أمرنا أن نحسن النوايا، ونجتهد قدر المستطاع، ونترك إرثا يفتخر به أبناؤنا وأحفادنا.. أن لا نأمن غدر الزمان، ولا نعيب أحدا، فالفرق بيننا وبين المبتلى ستر الله.. فقط يا صديقى أردت أن أكون واقعيا بعض الشيء وأنقل لك صورة بعض التجارب التى تعايشناها ومرت علينا.. فى نهاية كلماتى هذه أردت فقط أن أكون أكثر دقة وصراحة وواقعية معك، بأن كل ما سبق هو نابع من عندياتى وقد لا تحتاج إلى شيء منه إذا كنت تملك إحدى الحسنيين «الواسطة أو المال».. دمتم بخير.