نصر ثابت واضح أكيد لا لبس بشأنه هو ذلك الذى حققته مصر فى مواجهتها الأخيرة مع العدو الصهيونى فى شهر أكتوبر من عام 1973، هذا ما تقول به نتائج العمليات العسكرية والمعارك الحربية التى دارت بين الجانبين خلال هذه الحرب التى عندما وضعت أوزارها عقب صدور قرار مجلس الأمن الداعى لوقف القتال فى 22 من أكتوبر والذى بدأ تنفيذه عملياً فى الخامس والعشرين من الشهر نفسه، قبل إطلاق مباحثات فض الاشتباك بين الطرفين فى الكيلو 101. هذه الحقيقة تشهد بها الأوضاع الميدانية للقوات المتحاربة عند وقف إطلاق النار والتى كانت تفيد بأن القوات المسلحة المصرية اقتحمت قناة السويس وأقامت على امتدادها 7 رءوس جسور رئيسية مؤمَّنة، مكنتها من الانتشار على طول الشاطئ الشرقى للقناة وبعمق ما بين 15 و20 كيلو على أرض سيناء وعلى مساحة نحو 7 آلاف كيلو متر مربع فى حين تمكنت عصابات جيش العدوان من إقامة رأس جسر واحد بمنطقة الدفرسوار مكنها من الانتشار والسيطرة على مساحة فقط 70 كيلو متراً مربعاً غرب القناة. والثابت عند الخبراء العسكريين ومن الدراسات التى أجريت عن هذه الحرب أن القوات الصهيونية بالثغرة كانت محرومة من خطوط الإمداد والتموين وأنها بلغت نقطة كانت عاجزة عن التقدم عنها لشبر واحد أكثر مما استولت عليه، هذا غير أن تدميرها بالكلية كان ممكناً بالمعطيات العسكرية، إذا ما ترك قرار الاستمرار بالعمليات للقيادة العسكرية المصرية ذلك، لكن القيادة السياسية العسكرية التى امتلكت القرار الفصل النهائى الرئيس السادات رأى غير ذلك. وهذا ليس رأياً خاصاً بكاتب هذه السطور وإنما هو مما سجلته ملفات هذه الحرب التى ذكرت تفاصيل خطة تصفية القوات المعادية بالثغرة والتى حملت مسمى الخطة «شامل»، وبالمناسبة فإن تنفيذها لم يكن يحمل أى تهديد لقوات الجيش الثالث المصرى التى حاصرها العدو.