هل تنفذ إيران وعدها بضرب إسرائيل أم انتخاب ترامب يغير قواعد اللعبة؟ هل تباغت إسرائيل إيران وتوجه لها ضربة استباقية سريعة تطال مفاعلها النووى مستغلة فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا؟ وهل تنتظر إيران الساعات القادمة لتقييم توجهات إدارة ترامب الحقيقية من الصراع فى الشرق الأوسط ومن ثم تضع خططها البديلة فى التعامل مع إسرائيل؟ أسئلة شائكة تحتاج إلى إجابات منطقية قائمة على حسابات قواعد اللعبة العالمية فى إدارة ملف الصراع فى الشرق الأوسط. رغم تأكيدات إيرانية بأن ضرب إسرائيل قرار نهائى لا رجعة فيه وأن اختيار التوقيت الدقيق أمر يرجع للقيادة الإيرانية لكن طهران سعت إلى تأجيل الضربة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية مما يعزز أن توجهات إيران فى المرحلة المقبلة سوف ترتبط بتوجيهات الإدارة الأمريكية الجديدة خاصة أن ترامب الأمس الذى دعا إلى الخروج من الاتفاق النووى وأمر باغتيال قاسم سليمانى وطبق سياسة الضغوط الدولية على طهران وفرض مزيدا من العقوبات على إيران ليس هو ترامب اليوم الذى دعا أيضا إلى وقف الحروب فى العالم وطرح النظرة الإيجابية للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط. بالفعل جاء ترامب إلى رئاسة أمريكا ورحل بايدن -فيما تبقى له من فترة انتقالية- فهل تتغير قواعد اللعبة بين إيران وإسرائيل؟! الجميع يلعب على وتر توجهات ترامب القادمة نحو الصراع فى الشرق الأوسط ، إيران لا تريد تأجيل حلمها بضرب إسرائيل مرة أخرى مهما كلفها الأمر من تداعيات دولية!! لكنها تتريث قليلا ربما يوفى ترامب بوعده بإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط ووقف الحرب فى قطاع غزةولبنان وهنا تريد طهران أن تحقق مكاسب على أرض الواقع متمثلة فى وقف العدوان على لبنانوغزة على أن تتراجع عن قرارها بضرب إسرائيل وهذا هو السيناريو الأقرب إلى التنفيذ وربما تكشف عنه الساعات القليلة القادمة. أما السيناريو الآخر فهو تعنت إسرائيلى للتهدئة واستمرار الحرب بدواعى دعم ترامب لإسرائيل فى حروبها على جبهات متعددة وهو الأمر الذى يدفع طهران إلى توجيه ضربتها لتل أبيب فى أقرب وقت ممكن وهنا يحكم الأمر الحسابات الدولية التى تعد هى أساس قواعد اللعبة!!