اعتبر الإسلام العمل واجبا وفريضة وحث القرآن على العمل قال تعالى: «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون»، وقد شرع الإسلام حقوقا للعاملين وحرم عليهم كل أشكال الظلم والاستغلال والاعتداء بالضرب أو السب أو الشتم، وخاصة أثناء أداء وظيفتهم من بعض المتعاملين من الجمهور؛ بسبب أو دون مناسبة.. وفى السطور القادمة يوضح لنا د.عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه بجامعة الأزهر حق العمل وحقوق العمال وحكم الاعتداء عليهم فى الإسلام. يقول: الإسلام دعا إلى حسن الخلق والمعاملة الحسنة من صاحب العمل ومن العامل ومن المتعاملين معه إذا كانت الوظيفة تستلزم التعامل مع الآخرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خياركم أحاسنكم أخلاقا)، كما دعا الإسلام إلى القول الطيب بين الزملاء والرؤساء والوافدين على المصالح لقضاء مصالحهم. أما المتعاملون فعليهم احترام العامل وعدم إهانته أو سبه أو ضربه بسبب أو من غير سبب ومقابل ذلك على العامل الذى يتعامل مع الآخرين من الجمهور قضاء الخدمة دون مماطلة والإنجاز والتيسير والصبر وكظم الغيظ؛ فليس من أخلاق الإسلام أن يتعمد صاحب الحاجة أن يطلب قضاء مصلحته بسوء الخلق سواء تمثل سوء خلقه فى قوله أو فعله أو سلوكه عند طلب حاجته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذىء). اقرأ أيضًا| «البحوث الإسلامية» يختتم فعاليات «أسبوع الدعوة» بأسيوط ويضيف: وقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من لا يأمن الناس شره فهو من شرار الخلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) والآن بدأت موجة غريبة على المجتمع وهى الاعتداء بالضرب على الموظف أثناء عمله، بل تكسير المكان والأجهزة واستدعاء بعض الأهل والأقارب وأحيانا البلطجية إذا تعطل أو تأخر العامل فى تقديم الخدمة، لسبب خارج عن إرادته، وقد حرم الإسلام ذلك حرمة تامة واعتبرها جريمة لما فيها من الإيذاء والخسارة البدنية والمادية للمعدات، وهذه دعوة للفوضى والعودة بالمجتمعات إلى أخلاق الحيوانات فى الغابة، وهذا للأسف مرده شيوع للغوغاء والهمجية قال تعالى: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة». وقد أعد القانون أيضا عقوبات رادعة للاعتداء على الموظف أثناء أداء عمله تتراوح من الغرامة إلى الحبس ثم إلى السجن المشدد؛ لصد الخطأ وإعطاء كل صاحب حق حقه بعد التأكد من الوقائع والأخذ بالأسباب فالدين المعاملة.