تثبت الأحداث الدامية أن إسرائيل لن تستطيع القضاء على حماس، وحماس لن تستطيع الانتصار على إسرائيل فالمعادلة صعبة، وأمام الطرفين فرصة تاريخية للاستجابة للجهود المصرية، وعلى إسرائيل أن تدرك أن القوة الباطشة لن تحقق لها الأمن والاستقرار، وسوف تظهر أنواع أخرى من المقاومة سوف يعجز الجيش الإسرائيلى عن التعامل معها. المقاومة هى «السلاح» و»العقيدة»، وإسرائيل لن تستطيع كسر العقيدة القتالية للفلسطينيين، ومن مصلحة نتنياهو وإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة كلها الاستجابة للجهود المصرية، خصوصاً حماس التى قدمت لها مصر فرصة ذهبية للظهور كطرف أساسى فى المفاوضات الحالية، ومن هنا تأتى أهمية الإسراع بالمصالحة بين فتح وحماس وأن يتقدم كل طرف عشر خطوات نحو الآخر، واضعين خلف ظهورهم الخلافات والصراع على السلطة، فلم يعد هناك شيء إلا الخراب والدمار وآلاف القتلى والجرحى. القضية الفلسطينية كانت ضحية للحسابات الخاطئة، والفلسطينيون لن يتحملوا أكثر من ذلك، وهو ما يجب ان تدركه حماس والفصائل الفلسطينية، فإسرائيل ترتكب مذابح لم تحدث من قبل ولم يشهدها التاريخ، وغزة أصبحت ركاماً وتحت الركام ستظهر أهوال يندى لها الجبين، المفاوض المصرى يبذل جهوداً جبارة لإنقاذ الشعب الفلسطيني، والمعارك الدبلوماسية لا تقل أهمية عن المقاومة بالسلاح. المفاوض المصرى يستمد قوته من الموقف الثابت والقوى والصلب للرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ اليوم الأول للأحداث، فمصر حددت الخريطة القادمة للصراع، المفاوض المصرى يبذل جهودًا جبارة لإنقاذ الشعب الفلسطينى ويستمد قوته من موقف الدولة، والدولة تستمد قوتها من الشارع المصري، ومصر لديها قوة ومخزون من الخبرات والتجارب تستوعب ما يحدث فى فلسطين ورفح وتضع له السيناريوهات المناسبة. قرارات أمريكا متخبطة فى الوقت الحالي، فبايدن كان يبكى بالدموع فى ذكرى مذبحة النازى ولم يذرف دمعة واحدة للمذابح التى يقوم بها نتنياهو، بل أنه يشبه ما حدث فى 7 أكتوبر بما حدث فى محرقة هتلر، وأمريكا لن تتخلى عن إسرائيل وستظل داعمة بغض النظر عن الحاكم الجديد فى البيت الأبيض. أمريكا متحمسة لوجهة النظر الإسرائيلية بضرورة التخلص من حماس، وأن أمن الشرق الأوسط رهن بالقضاء عليها، والدور المصرى يعمل على التعامل مع الحقائق، وعلى حماس أن تستغل الفرصة الراهنة لإحياء حلم «حل الدولتين»، والتوافق مع السلطة الفلسطينية «فتح» من أجل وحدة الصف الفلسطيني. مصر لن تتخلى عن دورها فى المفاوضات وستظل تدافع عن القضية الفلسطينية التى كانت ولا تزال فى صدارة ملفات الأمن القومى المصرى وستظل تدعو إلى حل الدولتين، وما تتعرض له حرب الشائعات الإخوانية يتطابق مع ما يقوم به اليهود اليمينى المتطرف، بهدف إشعال حرب إقليمية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، ومصر تغلق حدودها من جميع الجهات لأن البند الأول فى الأمن القومى المصرى هو حماية الحدود المصرية .