تتوجه أنظار العالم للولايات المتحدة التى تجرى فيها بعد غد الثلاثاء انتخابات رئاسية، سيتوقف على نتائجها الكثير فى البلاد والعالم. وقبل يومين على الاقتراع الحاسم، شكك المرشح الرئاسى الجمهورى دونالد ترامب، فى قدرة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس على التفاوض مع روسياوالصين. وخلال خطاب له فى مدينة ميلوكى أمس، قال ترامب فى خطابه: «هل تثقون فى أن هاريس قادرة على التحدث مع روسيا أو الصين بشأن حرب نووية؟ لا أعتقد ذلك، لا يوجد شيء أكثر خطورة من منح سلطة كبيرة لشخص ضعيف وغير كفء، يتمتع بمستوى ذكاء منخفض للغاية». وتعهد ترامب فى وقت سابق خلال المناظرات الانتخابية بأنه سيتوصل إلى حل للأزمة الأوكرنية حتى قبل إعادة انتخابه المحتملة وأداء اليمين الرئاسية فى 20 يناير 2025. وشدد على أن الصراع فى أوكرانيا لم يكن ليحدث أبدا لو أن روسيا تقدر الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن، وتكن له الاحترام. اقرأ أيضًا| عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي: هاريس إنسانة تقدمية وتختلف فكريًا عن ترامب وكان ما يقرب من 70 مليون أمريكى قد أدلوا بالفعل بأصواتهم حتى اللحظة فى الانتخابات الرئاسية، وفقا لتقارير مختبر العمليات الانتخابية بجامعة فلوريدا أمس. هذا الملف الخاص من «العالم بين يديك» يحاول استشراف تداعيات هذا اليوم الحاسم على عدد من الملفات المهمة، التى تتراوح بين السلام فى الشرق الأوسط وأفق التسوية فى حرب أوكرانيا والعلاقات مع الصين وملفات أخرى. لكن ربما من أهم ما تنظر إليه التقارير هو المخاطر التى تحدق بالديمقراطية فى الولاياتالمتحدة وكيف ساهمت الحملة الانتخابية الأخيرة فى إثارة المخاوف بالنسبة لانتقال سياسى سلمى فى الولاياتالمتحدة وهو الأمر الذى لطالما تباهت به البلاد. لم يسبق أن شهدت انتخابات رئاسية أمريكية استعدادات، كالتى تشهدها الانتخابات الحالية. كما لم تشهد أية انتخابات سابقة تقاربا، كالذى تتوقعه استطلاعات الرأى بين المرشحين، الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب، والديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس. كما لم يشهد تاريخ الانتخابات الرئاسية فى الولاياتالمتحدة حالة الاستعداد والترقب الذى تشهده الانتخابات الحالية خوفا من تكرار سيناريو اقتحام الكابيتول فى انتخابات 2020. وأمطر المرشحان الولايات المتأرجحة الحاسمة بسيل من الحملات الدعائية قبيل الانتخابات التى يحين موعدها بعد غد الثلاثاء، والتى ينفق المرشحون عليها مليارات الدولارات لتعزيز فرصهم بالفوز. وإلى جانب اللوحات الإعلانية على الطرق وإعلانات الصحف وحملات الإنترنت، تبقى الإعلانات التليفزيونية هى الأهم. وتتميز هذه الانتخابات بحدوث تقلبات فى اتجاهات عدد من الشرائح الانتخابية، فى مرحلة الحسم من السباق، يأتى على رأسها العرب والمسلمون، الذين عادة ما تتجه أصواتهم للديمقراطيين، إلا انهم قرروا هذا العام عقابهم على توجهات الإدارة الأمريكية الحالية خلال الحرب فى غزة واستمرار دعمها غير المشروط للكيان الصهيوني. وقرروا توجيه أصواتهم للمرشح الجمهوري. وحتى الناخبون من أمريكا اللاتينية والذين يصوتون عادة للجمهوريين أعلنوا تغيير موقفهم خلال الأيام الأخيرة بعدما وصفهم أحد مؤيدى ترامب خلال مؤتمر انتخابى له بنيويورك بأنهم «قمامة». كل ذلك أربك استطلاعات الرأى فبدت عاجزة عن رصد توجهات الناخبين، وهو ما طرح عددا من التساؤلات التى يمكن ان تطرأ فى حال تعادل المرشحين، وطريقة احتساب النتائج فى هذه الحالة. وبدأت تطورات الساعات الأخيرة بأول نزاع قضائى فى الانتخابات الرئاسية الحالية حيث أقام المرشح الجمهورى دونالد ترامب، دعوى قضائية ضد شبكة «سى بى إس نيوز»، متهماً القناة التليفزيونية بالتلاعب بالمقابلة التى اجرتها كامالا هاريس، مطالبا القناة بتعويض قدره 10 مليارات دولار. وادعى وجود تلاعب بعد أن بثت الشبكة مقطعين مختلفين من إجابة على سؤال حول الحرب فى غزة. متهما القناة بأنها حررت بشكل مخادع إجابات نائبة الرئيس للإضرار بفرص ترامب فى الانتخابات. أما هاريس فوجهت انتقادات حادة لترامب فى ملف حقوق النساء والإجهاض، واستغلت هاريس (60 عاماً) تصريحات ترامب التى غالبا ما تنطوى على تحيز جنسى واستخدمت ذلك فى تعبئة الناخبات بتعهدها بإعادة تفعيل الحق فى الإجهاض على المستوى الفيدرالي، فى مواجهة دونالد ترامب (78 عاماً) ، والصادر بحقه حكم قضائى فى نيويورك عام 2023 بتغريمه عشرات ملايين الدولارات لإدانته باعتداء جنسي. ويشغل النساء النسبة الأكبر فى الناخبين حيث تصل نسبة أصوات النساء إلى 56 % من الأصوات. وقبل أيام من لقاء الحسم يتنافس المرشحان على اقتناص أصوات العرب والمسلمين وهو ما دعا ترامب لخطب ود العرب خلال لقاء عقده فى ولاية ميشيجن المتأرجحة وهى أكثر ولاية يتجمع بها العرب والمسلمون واستغل ترامب فى خطابه غضب العرب والمسلمين الأمريكيين بسبب دعم إدارة الرئيس جو بايدن للعدوان الإسرائيلى على غزة. وأعلن قدرته على إنهاء الصراع هناك فور فوزه فى الانتخابات. وفى الجانب الآخر سعت حملة هاريس للتواصل مع الكثير من قادة الجالية وعقدوا لقاء معه لم يحضره إلا عدد قليل من الأشخاص وهو ما دعا حملة هاريس لتوجيه رسالة إلى قادة الجالية العربية الأمريكية مفادها أنها ستدفع باتجاه إنهاء سريع للصراع فى الشرق الأوسط وجلب المساعدات إلى غزة فى حال فوزها. أما الصوت اليهودى الذى اعتقد ترامب أنه مضمون له بعد ما قدمه لإسرائيل خلال توليه فترة رئاسته، كجائزة له على ما قدمه لهم عندما قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل. إلا أن ثلثى الأصوات اليهودية تذهب تاريخيا للحزب الديمقراطي. ورغم ذلك مازال ترامب يأمل فى أن يتمكن من الاستحواذ على أصوات اليهود. بل ويحملهم مسئولية خسارته إذا لم ينجح فى السباق. ورغم أن أغلب اليهود الأمريكيين ينظرون إلى ترامب على أنه شديد الود تجاه إسرائيل، إلا أن كل استطلاعات الرأى تشير إلى نية 60% إلى 70% من يهود أمريكا التصويت لصالح كامالا هاريس حيث صوت 68% منهم لصالح منافسه الديمقراطى جو بايدن فى انتخابات 2020. وللتقارب الشديد بين المرشحين للرئاسة ترامب وهاريس فى استطلاعات الرأى الأخيرة تبقى احتمالات التعادل مطروحة. وإذا حدث ذلك يتم إجراء عملية اقتراع داخل الكونجرس ويختار المشرعون الرئيس ونائب الرئيس عبر عملية تصويت استثنائية. وفى هذه الحالة يتمّ تخصيص صوت واحد لكل ولاية فى مجلس النواب بغض النظر عن عدد المشرعين فيها، ما يعنى أن ولاية كبيرة مثل كاليفورنيا، التى تتمتع ب54 صوتا فى المجمع الانتخابى سيكون لديها صوت واحد على غرار ولاية نيفادا مثلا التى تتمتع ب3 أصوات فقط فى المجمّع الانتخابي. وفى هذه التركيبة، سيكون الفائز هو حامل الرقم 26 من أصل 50 ولاية فى عملية التصويت. أما مجلس الشيوخ، فسيختار أعضاؤه نائب الرئيس. ويتمتع كل سيناتور بصوت واحد، ما يعنى أنه من الممكن أن يتمكن المجلس من اختيار نائب قبل توصل مجلس النواب إلى توافق حول رئيس. ووفقا لآخر استطلاعات للرأى تم إجراؤها قبل ثلاثة أيام من الانتخابات إلى أن التصويت المبكر يسجل أرقاماً قياسية هذا العام. حيث يتجاوز عدد الذين أدلوا بأصواتهم 60 مليون شخص، وأظهرت الاستطلاعات تقدم كامالا هاريس، بنسبة كبيرة بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل، على الرغم من ارتفاع عدد الجمهوريين الذين صوتوا مبكراً. ورغم أن كلمة الحسم فى الانتخابات ستكتبها الولايات المتأرجحة، فإن الاستطلاعات تشير إلى أن هاريس تراهن على التصويت المبكر فيها. وبحسب الاستطلاعات تتقدم هاريس فى أريزونا بين 9 و12 نقطة، وجورجيا بين 7 و10 نقاط، وميشيجن بين 26 و39 نقطة، ونورث كارولاينا بين 2 و6 نقاط، وبنسلفانيا بين 17 و35 نقطة، وويسكونسن بين 22 و60 نقطة. فى حين سجل ترامب تقدماً بست نقاط على هاريس فى ولاية متأرجحة واحدة هى نيفادا، بحسب «سى إن إن». ويثير التصويت المبكر الذى جرى فى ولاية بنسلفانيا قلق الجمهوريين، حيث أدلى الناخبون الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنحو نصف الأصوات المبكرة. وسجّل الديمقراطيون نحو 58 فى المائة من الأصوات التى أدلى بها كبار السن، مقارنة ب35 فى المائة للجمهوريين، رغم أن كلا الحزبين لديه أعداد متساوية تقريباً من الناخبين المسجلين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر. وبحسب استطلاع «فوكس نيوز» فى بنسلفانيا، يتخلف ترامب بفارق 5 نقاط مئوية عن هاريس بين الناخبين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. الانتخابات فى نيويورك.. معركة ثأرية على الطريقة الأمريكية رسالة نيويورك: هشام مبارك رغم أن ولاية نيويورك ليست من الولايات صاحبة الوزن النسبى الكبير فى المجمع الانتخابى إلا أن كل الشواهد تشير إلى أنها ستشهد بعد غد معركة انتخابية حامية الوطيس ليس فقط على مستوى رئاسة الولاياتالمتحدة ولكن على مستوى الكونجرس الأمريكى الذى يسعى كل رئيس لأن يحصل حزبه على أغلبية المقاعد التى تمكنه من تنفيذ سياساته التى وعد الناخبين بها حيث معروف أن القرار الرئاسى فى أمريكا لا يتم بمعزل عن الكونجرس الأكثر تأثيراً فى القرار سواء السياسى أو الاقتصادي. لذا ينظر المراقبون للانتخابات الرئاسية بعين واحدة بينما الثانية تتجه نحو صناديق الاقتراع فى ولاية نيويورك، حيث تشهد تنافسا شديدا يتجاوز مجرد اختيار الرئيس المقبل والذى سيحمل رقم الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، فالصراع على مقاعد الكونجرس هنا مفتوح على جميع الاحتمالات، كما سيكون الناخب النيويوركى مطالباً ليس فقط بانتخاب رئيس جديد بل يمتد الاقتراع وفى نفس اليوم لاختيار ممثليه فى مجلسى الشيوخ والنواب، إلى جانب مناصب محلية متعددة على مستوى الولاية والمقاطعات. ستدرك عزيزى القاريء مدى الإثارة والشغف فى نيويورك عندما تعرف الخلفية التى وراء ذلك، فنيويورك فى الأصل ولاية تنتمى للحزب الديمقراطي، لكن وفى مفاجأة غير متوقعة نجح الحزب الجمهورى فى اقتناص أصواتها فى انتخابات 2022 حيث تمكن الجمهوريون من الفوز بخمسة مقاعد إضافية فى الكونجرس، وهو ما اعتبره الديمقراطيون ثأراً بائتاً يحاولون تحقيقه بعد غد، وهو ما يضعهم أمام تحديات كبيرة لاستعادة ما خسروه فى نيويورك، ولأن نيويورك بوابة أساسية من بوابات الولوج للولايات المتحدة تعد قضايا الجريمة والهجرة والاقتصاد المحرك الأساسى للناخبين فى نيويورك، وهو ما يساهم فى جعل نتائج هذه الانتخابات حاسمة فى تحديد التوازن السياسى المستقبلى فى الكونجرس. الحزب الديمقراطى لم يكابر بعد الخسائر التى تعرض لها فى 2022 حيث كان التجديد النصفي، بل أدرك الحاجة الماسة إلى تغيير استراتيجيته الانتخابية فى نيويورك.لذا كلف سيدتين من أمهر سيدات الحزب وأشهرهن، وهما السيناتور كيرستن جيليبراند، وكاثى هوشول حاكمة نيويورك بقيادة حملة موسعة لاستعادة المقاعد التى خسرها الحزب، تضمنت الحملة افتتاح عدة مكاتب فى 9 دوائر، وتنفيذ استراتيجيات ميدانية تعتمد على زيارة البيوت وإجراء اتصالات مباشرة مع الناخبين. ولم تجد الحملة أى حرج فى أن تتبنى نفس القضايا التى تبناها غريمه الجمهورى عندما فاز عليه فى الكونجرس منذ عامين ولكن بأسلوب جديد، ومن ذلك وعلى سبيل المثال، قدمت السيناتور جيليبراند إعلانات انتخابية تبرز جهودها فى مكافحة الجريمة ومنع انتشار الأسلحة غير القانونية وهو عكس ما كان الحزب الديمقراطى يتبناه على طول الخط حيث كان يرى انه من حق كل أمريكى أن يحمل السلاح، كذلك تشمل الاستراتيجية الديمقراطية قضايا اجتماعية على رأسها حقوق الإنجاب والهجرة. فى محاولة لإعادة صياغة النقاش حول هذه القضايا لصالحهم بعد أن نجح الجمهوريون فى عرض تلك القضايا بأساليب أقنعت الناخبين، خاصة مع تنظيمهم حملات انتخابية مكثفة ركزت على قضايا الجريمة والهجرة وأمن الحدود، وهى القضايا التى تهم الناخبين فى الضواحى والمناطق الفرعية التى تحيط بمدينة نيويورك أكثر من أى قضايا أخري. الجمهوريون بالطبع لم يقفوا مكتوفى الأيدى بل تبنوا استراتيجية دعائية تهاجم الديمقراطيين على أدائهم فى هذه القضايا، وهو ما أسهم فى إحباط بعض الناخبين الديمقراطيين فى بعض المناطق إلى حد كبير. ويواصل الجمهوريون التركيز على القضايا نفسها التى يعتبرها الناخبون فى نيوريوك القضايا الأكثر أهمية، مثل أمن الحدود والجريمة والتضخم الاقتصادي.ويرى الجمهوريون إنهم يملكون اليد العليا فى هذه القضايا، وإن الناخبين يثقون فى قدرة الحزب على إيجاد حلول فعلية لها وأن حزبهم لن يفرط فى الثقة التى منحها لهم الناخبون فى 2022. وحاول ترامب اللعب على هذا الوتر عندما تعهد مؤخراً بإعادة هذا الخصم إذا استعاد الحزب الجمهورى السيطرة، مما يعزز دعم الجمهوريين للفوز بمقاعد الكونجرس فى تلك المناطق. انشغال كل من ترامب وهاريس بمعركة الرئاسة لم يمنع كل منهما عن دعم مرشحى حزبيهما فى معركة انتخابات الكونجرس خاصة فى نيويورك التى تشهد معركة ثأرية على الطريقة الأمريكية. ترامب يدعم بقوة المرشحين الجمهوريين، وفى تجمع انتخابى مؤخراً أشار إلى أن الأغلبية الجمهورية فى الكونجرس ستكون ضرورية لتنفيذ سياساته حال عودته للحكم، أما كمالا هاريس فكل يوم يزداد الحماس بشكل ملموس بين قاعدة الحزب خاصة الشباب الذين كان أغلبهم يعارضون قرار ترشيح بايدن لفترة ثانية، وهو ما يراه المحللون كعامل قد يغير مجرى الانتخابات فى نيويورك. إطلالة صحفية اعتبرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن أمريكا قد تمر بسهولة بأربع سنوات أخرى من حكم ترامب، كما حدث مع رئاسات رجال معيبين آخرين من كلا الحزبين، بل وربما تزدهر البلاد، ولكن الناخبين الذين يزعمون أنهم عنيدون يتجاهلون المخاطر التى قد تترتب على رئاسة ترامب، الخاصة بالاقتصاد وسيادة القانون والسلام الدولى. فسياسات ترامب الآن قد تكون أسوأ فى عالم أكثر خطورة من فترته الرئاسية الأولى. قالت الصحيفة العبرية إن فوز المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب قد يعنى الهزيمة فى معركة إنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية. فإذا تم انتخاب «التهديد البرتقالي» رئيسًا الأسبوع المقبل، فسوف تسقط نقطة متقدمة حاسمة فى المعركة من أجل «ديمقراطية اسرائيل». ومع ذلك، فإن نتنياهو لن يستفيد بالضرورة. من المؤكد أن رئيس الوزراء لن يحصل على تفويض مطلق لإدارة الحرب كما يريد، بل إن ترامب يريد أن يرى نهاية الحرب. وقد نقل هذه الرسالة إلى نتنياهو أكثر من مرة فى الأشهر الأخيرة. إن اهتمامه بتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط لا يرجع فقط إلى انعزاليته، لكنه مرتبط بحسابات جيوسياسية أخرى. قالت الصحيفة الأمريكية فى تقرير إن ثمة فزعا يعيشه الكثير من الأمريكيين. وأضاف التقرير أن الانتقال من الديمقراطية إلى الاستبداد عملية مستمرة، وليست مفتاح تشغيل وإيقاف. وبحلول نهاية فترة ولاية ترامب الأولى، عرف أن الرئيس يضغط على مسئولى الولاية لتغيير إجمالى الأصوات، وملء أعلى المستويات الحكومية بالبلطجية والأتباع، وفى نهاية المطاف، دفع إحباط حشد من الغوغاء للهجوم فى مبنى الكابيتول. وبذلك ذهبت البلاد إلى أبعد من طريقها. إن مشهد الهجوم على الكابيتول فى يناير 2021 سيكون، فى أغلب الاحتمالات، نقطة البداية لإدارة ترامب فى عام 2025.