بعد أن أضاع اليهود تابوت الميثاق فى حرب كانت بينهم وبين العمالقة وهم أهل فلسطين حالياً، وبعدما لاقوه من ذل ومهانة على يد العمالقة إلا أنهم وعلى غرار العادة، ورغم طلبهم المساعدة من الله لما حل بهم بسبب طغيانهم، تعامل بنو إسرائيل مع الحل الذى أعطاهم الله إياه بجبن، فقد طُلب منهم القتال لاستعادة التابوت، ولكن تراجع قسم كبير منهم ورفضوا القتال خوفاً على أنفسهم وحياتهم، أما القسم الذى قبل القتال، فقد عاند الله بالجدال، إذ اختار الله لهم طالوت ليكون ملكهم، ولكنهم رفضوا: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ) «البقرة: 247»، لقد استكبروا ورفضوا القتال مع طالوت ولم يقبلوا أن يكون طالوت ملكاً لهم، وأصروا أنهم أولى بهذا الملك، ورفضوا طالوت لأنه لم يكن من سبط المُلك ولا سبط النبوة، كما قالوا إنه فقير، فرد عليهم أشمويل وقال إن الله اصطفاه وأعطاه زيادة فى العلم والجسم، وآيته إرجاع التابوت لكم، فوافقوا، وتأهب طالوت للخروج، فأسرعوا فى طاعته، وخرجوا معه. كان داوود عليه السلام فى جيش طالوت وشارك معه فى القتال ضد جالوت، وقد قتل داوود جالوت، مما جعله حديث القوم، وقد زوج طالوت ابنته لداوود، كما جعله موضع نصحه وسره. لم يدم الود بين طالوت وداوود، فقد تغير طالوت على داوود فجأة، وعَلِم داوود أن السبب هو خشية طالوت على ملكه من نفوذ داوود، فقد كان محبوباً من قِبل بنى إسرائيل، وكانت كلمته مسموعة منهم، وخصوصاً وأنه كان ينتقل من نصر إلى نصر فى صالحهم، وعّلم داوود أيضاً أن طالوت يرغب فى التخلص منه والقضاء عليه، ولكن فى النهاية توفى طالوت وهو يمضى فى الصحارى ويُعلن الندامة ويطلب التوبة من الله. وتستمر الرحلة بين بنى إسرائيل أصحاب موسى وصهاينة إسرائيل الحاليين ..