نسخة ثانية من معرض فنى بمكتبة الإسكندرية يهدف لخلق حوار مرئى لكشف النسيج الفنى والثقافى الغنى للتراث المشترك بين مصر واليونان تحت عنوان «قصة مدينتين: أثيناوالإسكندرية» الذى يمتد حتى الإثنين المقبل. وتشمل أنشطة النسخة الثانية من المعرض الذى يتم تدشينه بالتعاون مع مؤسسة «آرت دى إيجيبت» عرض أعمال الفنانين المعاصرين اليونانيين والمصريين والتى تستلهم الإرث الفنى للشعبين ويمكن تقديم فهم أعمق للروابط التى تجمع بين الحضارتين، واستمرارها حتى اليوم. وقال جمال حسني؛ مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بمكتبة الإسكندرية: إنه منذ إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية فى عام 2002، قامت المكتبة بتنظيم مئات من الفعاليات الثقافية، خاصة فى مجال الفنون البصرية. وقد عملت المكتبة على أن تكون منتجًا وموزعًا للثقافة الأصيلة، حيث قامت بدور المقدم للفعاليات التى تنظمها جهات عاملة فى المجال الفنى التشكيلى من مصر وخارجها. وأشار إلى أن مشروع قصة مدينتين يتعلق بمدينة الإسكندرية وله ارتباط وثيق بالمكتبة ومجال البحث الخاص بها. من جانبها ذكرت نادين عبد الغفار؛ مؤسِّسة «آرت دى إيجيبت»: أن هذه النسخة من المعرض تكتسب أهمية خاصة لانعقادها فى مدينة الإسكندرية، حيث تسلط الضوء على التاريخ الغنى والحوار الثقافى بين الإسكندريةوأثينا. وأكدت أن المعرض يمثل فرصة للاحتفاء بالإرث الثقافى المشترك الذى لا يزال يؤثر فى الحاضر ويعزز الروابط المستقبلية. وأشارت إلى أن الإسكندريةوأثينا كانتا دائمًا مرتبطتين بعلاقاتٍ ثقافية وتاريخية قوية، وهو ما يسعى معرض «قصة مدينتين» إلى إبرازه من خلال أعمال الفنانين التى تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية وتوضح التأثير الثقافى المُتبادل بين الحضارتين فى الأعمال الفنية المعاصرة. وأوضحت: أن النسخة الأولى من «قصة مدينتين» أقُيمت فى متحف الأكروبوليس التاريخي، وكانت هذه المرة الأولى التى يستضيف فيها المتحف معرضًا للفن المعاصر، وتكتسب النسخة الثانية، التى تستضيفها مدينة الإسكندرية، أهميتها من انعقادها فى مكتبة الإسكندرية، التى تعد رمزًا للثقافة والفنون فى العالم القديم. يشارك فى المعرض مجموعة من الفنانين المصريين واليونانيين الذين يقدمون أعمالًا فنية توضح العناصر المشتركة والمستمرة بين الحضارتين حتى اليوم. ومن أبرز الفنانين الدوليين المشاركين: عمر طوسون، سعيد بدر، إزميرالدا كوزماتوبولوس، جان بوغوصيان، أنطونيلا ليوني، إميليو فيررو، حازم المستكاوي، كريم الحيوان، ارتور ليشر، كوستاس فاروستوس، راشد الخليفة، ميتشا كاتاوي. ولأول مرة، يشارك الفنان حسن رجب بفيديو مُعد بتقنية الذكاء الاصطناعى حول الروابط التاريخية والثقافية بين اليونان والإسكندرية، يستعرض فيه التأثير الواضح لإرثهما المشترك على الفن والعمارة والفلسفة على مر العصور. ويقدم المعرض للزوار فرصة لاستكشاف التراث الثقافى الغنى لحضارتين عريقتين من خلال الفن الذى طالما كان جزءًا أساسيًا من النسيج الثقافى لمدينتى الإسكندريةوأثينا، بهدف تعزيز التبادل الثقافى واستلهام رؤى وأفكار وتفسيراتٍ جديدة.