ثمانية أيام فقط تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية لأكبر دولة فى العالم. وكالعادة، لا أحد يمكن أن يتنبأ بشكل مؤكد لمن سيحسم السباق: هل للحزب الجمهورى ممثلاً فى عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، أم سيستمر الحزب الديمقراطى فى الحكم ولكن بزعامة جديدة لأول امرأة تدخل التاريخ وتتسيد كامالا هاريس النائب الحالى للرئيس الأمريكى؟ ويزيد الأمر حيرة مع استطلاعات الرأى المتلاحقة والمتباينة التى تجرى كل يوم وآخر، والتى كانت ترجح فى البداية كفة ترامب قبل ثلاثة شهور. وبعد المناظرة الأولى مع الرئيس بايدن، والتى أظهرت التواضع الشديد لأدائه، مما أثار مخاوف الحزب، فقرر انسحابه وترشيح هاريس لتتغير لصالحها كفة الميزان. وأيضاً عقب مناظرتها مع ترامب، والتى أظهرت ما تتمتع به هذه السيدة السمراء من حكمة وفطنة سياسية غالبت ترامب الذى بدا أقل ذكاءً ومتسرعاً. ثم تشير استطلاعات الرأى هذه الأيام إلى التقارب الشديد بين المرشحين مع تقدم طفيف هنا تارة وهناك تارة أخرى! إذن يصعب كثيراً التخمين بمن سيكون الساكن الجديد للبيت الأبيض. ويظل السؤال مطروحاً وساخناً كلما اقترب موعد الانتخابات وحتى آخر ولاية تجرى خلالها عملية التصويت. وجدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية فى أمريكا معقدة للغاية ولها حسبة استثنائية وخاصة جداً تختلف عن أى انتخابات تجرى فى أى دولة أخرى، وذلك يرجع لدستورها ونظامها والطبيعة الجغرافية لهذه الدولة العظمى المؤلفة من خمسين ولاية تمثل قارة كاملة. فمن المعروف أن هناك ولايات محسومة للديمقراطيين وأخرى للجمهوريين، وثالثة يطلق عليها «الولايات المتأرجحة السبع»، وهى ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان وجورجيا ونورث كارولينا وأريزونا ونيفادا. وهذه الولايات وحدها كانت السبب فى إخفاق ترامب فى الانتخابات السابقة أمام بايدن بفارق طفيف. فهل تفعلها أيضاً هذه المرة؟ . وعلينا أن ننتظر ونتابع!