بطولات المجاهدين من أبناء سيناء؛ سيرة خالدة فى سجلات التاريخ، شهد بها قادة القوات المسلحة ومن بين هؤلاء المجاهدين، فرحانة حسين، ابنة قرية أبو طويلة قبيلة الرياشات، إحدى السيدات البدويات اللاتى شاركن فى تنفيذ عمليات ضد العدو الإسرائيلى، أثناء فترة احتلاله لأراضى سيناء. اللواء د. خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجه بتسمية حى بشمال سيناء باسم المجاهدة فرحانة حسين سالم، نظرا لدورها البطولى فى خدمة الوطن. اقرأ أيضًا | قناطر ديروط.. إنجاز مستمر ..انتهاء 56% من المشروع.. وسويلم: تخدم 850 ألف فدان بالصعيد وأضاف أن هذا يؤكد مدى تقدير الرئيس السيسى للأدوار البطولية لأبناء سيناء، وأن هذا التكريم تخليد لتاريخها البطولى فى مساعدة القوات المسلحة أثناء فترة حرب الاستنزاف، كما يعطى قيمة لكل من ساهم فى الحفاظ على تراب الوطن خاصة فى فترات الحروب التى تحتاج تكاتف كل قوى الشعب بكامل فئاته للتخلص من الاحتلال واسترداد الأرض. جسدت المجاهدة فرحانة الدور الوطنى الذى بذلته سيدات سيناء خلال حروب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر العظيم عام 1973، وقد تم تكريمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومنحها نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدورها الكبير فى مساندة القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973. بدأت فرحانة حسين الرياشات، دورها الوطنى كتاجرة قماش لتتمكن من تأدية دورها الوطنى وتنفذ التكليفات الموجهة لها، خاصة أن اسرتها اضطرت إلى الهجرة من سيناء إلى عين شمس بالقاهرة هربا من بطش الاحتلال، ومن هناك كانت انطلاقتها فى العمل الفدائى وعمرها فى ذلك الوقت كان يقارب ال 30 ربيعا. وكانت «فرحانة» معروفة على الطريق اثناء سفرها ذهابا وإيابا ب «تاجرة القماش»، حيث كانت تغيب عن أولادها وهم صغار لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من شهر، وتقول لهم إنها كانت تشترى قماشًا وتسافر لبيعه فى سيناء، لكى توفر لهم متطلبات حياتهم وتلبى احتياجاتهم، وهى فى الحقيقة كانت تخفى عليهم دورها الوطنى ضد الاحتلال لمساعدة قواتنا المسلحة. التحقت شيخة المجاهدات فرحانة بمنظمة سيناء العربية، مثل كثير من الشرفاء من أبناء سيناء، حيث تم تكليفها بمهام من خلال تجارة الأقمشة التى تعمل بها، وهى المرأة الوحيدة التى استطاعت دخول أهم القواعد الإسرائيلية فى «كامب ياميت» وتصويرها وكانت من المهام الصعبة، واستطاعت الحصول على خريطة مطار الدورة الذى خطط لبنائه الاحتلال وكانت تستدل على طريقها بالنجوم والأفلاك. كما استطاعت المجاهدة السيناوية فرحانة حسين من خلال تجارة الملابس، التنقل بين مخيمات العدو الإسرائيلى للحصول على المعلومات وإرسالها، حيث كانت ترصد تمركزات العدو فى سيناء، وعدد الدبابات والجنود أثناء رحلتها من العريش للقاهرة. وبالرغم من عدم إجادتها للقراءة والكتابة، ولكنها كانت تحفظ الرموز الموجودة على سيارات العدو وترسمها، كلفت «فرحانة» بأول عملية وهى توصيل صور لمواقع العدو العسكرية وأماكن انتشاره فى سيناء ونجحت فى توصيل الرسالة فى سرية. وأدت المجاهدة دورها فى توصيل ونقل الرسائل للمجاهدين فى سيناء، دون أن تلفت نظر العدو، وكانت تجازف وهى تتنقل وتمر من تمركزات الجيش الإسرائيلى بكل جرأة دون أن يلاحظوا عليها أى علامات ارتباك تؤدى الى تفتيشها وكانت تقوم بعملها بسرية تامة لا يعلمها أبناؤها، فالكل يعرف أنها «تاجرة قماش» تشتريه من القاهرة وتسوقه فى سيناء، بعد أن تتسلل إليها، وتغيب مدة تصل إلى شهر أحيانا، وأيضا كانت تنقل المعلومات وتنفذ العمليات النوعية.