تفاجأ المهتمون بالتراث الأسبوع الماضى بهدم قبة الأمير محمد عبد الحليم باشا ابن محمد على والى مصر، بمنطقة الإمام الشافعى والتى يعود تاريخ إنشائها لبدايات القرن ال19. الجدل على وسائل التواصل الاجتماعى كان حول أثرية القبة التى تعد طرازًا معماريًا متفردًا، خصوصًا مع عدم صدور بيانات صحفية من جانب وزارة الآثار، وجهاز التنسيق الحضاري، تؤكد من خلاله أو تنفى أثرية القبة التراثية، والتى يرجع تاريخ إنشائها للقرن ال19، وهى ملك للأمير محمد عبد الحليم باشا، وقد دفنت فيها مستولدة محمد على باشا واسمها نام شاذ قادين. الدكتورة سهيرة حواس أستاذة الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة وعضو لجنة المبانى والمناطق ذات القيمة المتميزة بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى قالت إن هدم القبة جرى فى داخل حيز منطقة مدرجة على لائحة التراث العالمى لليونسكو، وكان من الضرورى الحفاظ عليها بدلًا من هدمها. وأضافت العضو السابق لمجلس إدارة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى أن لجان الحصر داخل الجهاز قامت فى السنوات الماضية بتسجيل ما يقرب من المائة مقبرة بمنطقة الإمام الشافعى وذلك بالتزامن مع بدء عمليات الهدم فى المنطقة الجنوبية. لكن فى المقابل تم تشكيل لجان موازية لإخراج نفس المقابر من سجلات الحصر، وشطبت من سجلات الطراز المعمارى المتميز تمهيدًا لهدمها. وعن واقعة هدم القبة قالت: أى قرار هدم يحتاج ترخيص حتى ولو كان المبنى غير مسجل؛ لذلك كان لابد الرجوع للجنة الحصر، وبالمناسبة فقرار الهدم لم يأتِ من الحي. كما أن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى رأيه استشارى ولا يجيز أبدًا هدم المقابر التراثية، ولم يعرض الموضوع علينا أصلًا داخل لجنة المبانى والمناطق ذات القيمة المتميزة! ووفقًا للدكتور محمد حمزة أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة فالقبة دليل على استمرار الطراز المصرى الإسلامى فى عمائر القاهرة الجنائزية خلال القرن ال19 والنصف الأول من القرن ال20 سواء فى تخطيطها أو منطقة انتقالها من الداخل والخارج أو فى قطاع خوذتها وما تزدان به الخوذة من نقوش زخرفية بديعة فى الجزء الأسفل منها. فضلًا عن التراكيب الفنية والنقوش الكتابية التى تزخر بها القبة، مما يجعل منها طرازًا فنيًا ومعماريًا متميزًا كان يجب الحفاظ عليه هو وأمثاله.