ما يحدث داخل أروقة المحكمة الجنائية الدولية غريب وعجيب!. فقد تقدم الادعاء العام بالمحكمة بطلب إدراج السفاح الإسرائيلى نتنياهو على قائمة مجرمى الحرب المطلوب امتثالهم أمام المحكمة، وحتى الآن لم تنعقد المحكمة بسبب اعتذارات غريبة من رئيسها. أمس تم اعتذار القاضية الرومانية عن الجلسات لأسباب صحية، وتم تسمية قاضية سلوفانية لتحل محلها. لكن المحكمة لم تنعقد حتى الآن. ومازال السفاح نتنياهو يقتل ويخرب ويدمر فى منطقة الشرق الأوسط. وفجأة تعلن إسرائيل أنها قدّمت «طعنا رسميا» فى طلب مدعى عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. نشر الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستاين على منصة «إكس» أن «دولة إسرائيل قدّمت اليوم طعنها الرسمى فى اختصاص المحكمة الجنائية الدولية القضائى وفى شرعية طلبات المدعى العام إصدار مذكرتى توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الدفاع». وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد سمحت فى يوليو الماضي، لأكثر من 60 حكومة ومنظمة بتقديم حججها القانونية فى مسألة مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو ومسئولين آخرين من طرفى الحرب بقطاع غزة. يرى ممثلو الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية أن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت، وكذلك زعيم حركة حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكرى لها محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسى للحركة إسماعيل هنية، يتحملون المسئولية الجنائية عما يقولون إنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتم تقديم طلب بذلك للمحكمة الجنائية لتصدر قراراتها بالقبض عليهم، ثم تقدم الادعاء فى سبتمبر الماضى بطلب استعجال لتسريع إصدار مذكرات الاعتقال، ولم يتم أى تحرك بسبب التهديدات الإسرائيلية والأمريكية لأعضاء المحكمة. حتى إن المدعى العام كريم خان نوه إلى أن المحكمة تماطل فى الاستجابة لطلبه وذلك بعد أسابيع من انتهاء تقديم المواقف القانونية من قبل عشرات الدول والجهات المعنية فى القضية. وكان خان يرغب فى إصدار المذكرات قبل وصول نتنياهو لإلقاء كلمته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكنه تم تفويت فرصة القبض على السفاح نتنياهو. ورغم هذا مازالت تخوفات إسرائيل قائمة، كما أشارت هيئة البث العام الإسرائيلية إلى «قلق كبير فى إسرائيل من احتمال صدور مذكرات اعتقال، خاصة فى حالة عدم اتخاذ إجراءات واضحة تُظهر أن إسرائيل تجرى تحقيقات مستقلة فى التهم المطروحة فى المحكمة»؛ ومن المتوقع أن تصدر المحكمة قرارها قريبا!. هكذا تدار الدنيا بمكيالين، وحتى المكيالين لا ينطبقان على الكيان الصهيونى الذى يحظى بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية والدول الغربية، بينما تقف باقى دول العالم عاجزة عن تحقيق العدل. دعاء : اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها.