يعود مهرجان الجونة السينمائى مجددًا فى موعده خلال دورته السابعة التى انطلقت مساء أول أمس بعد أن اضطر إلى تأجيل دورته السابقة عدة مرات جراء اندلاع الحرب فى فلسطين لتعقد فى ديسمبر بدلاً من موعده المعتاد فى أكتوبر، والحقيقة أن قضية إقامة المهرجانات أو المباريات الرياضية والأنشطة الثقافية والفنية فى ظل ظروف الحرب أمر حيوى ومهم خاصة إذا تم توجيهه لخدمة قضايانا العربية ودعمها وقد فعل ذلك مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الماضية ويكرره هذه الدورة ببرنامج مميز بعنوان «نافذة على فلسطين» يتضمن عرض 6 أفلام فلسطينية، كما تسجل السينما الفلسطينية حضورها فى مسابقات المهرجان بثلاثة أفلام تعرض للمرة الأولى، انتصارًا للسينما الفلسطينية وللسينمائيين الفلسطينيين الذين يعملون فى ظروف بالغة الصعوبة، وكصورة من صورالدعم الذى يقدمه المهرجان للأشقاء الفلسطينيين الذين تعكس أفلامهم مأساة حياتهم التى تتواصل منذ عقود. لقد فعلها مهرجان القدس السينمائى نفسه ولم يلغ دورته السابقة وأقام عروضه وسط مشاهد الدمار، وتوافد الفلسطينيون لمؤازرته وحضوره برغم القصف الذى يحيط بهم، وكانت هذه رسالة مهمة إلى العالم تؤكد أن الشعب الفلسطينى متمسك بحقه فى الحياة رغم الموت الذى يحيط به، كما فعلها المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى ببرنامجه الملهم» أفلام من المسافة صفر» الذى طاف به مهرجانات العالم من كان إلى برلين معتمدًا على أفلام قصيرة يصورها شباب فلسطينى تحت القصف تكشف عن حجم المعاناة التى يتعرضون لها يوميًا، وقد كسبت تعاطفًا واهتمامًا وصححت صورة مغلوطة لدى سينمائيين من كل أنحاء العالم. ليس مهرجان الجونة كما لايزال يتصور البعض «سجادة حمراء وأزياء مثيرة» كما تصوره بعض مواقع التواصل الاجتماعى، لكنه مهرجان أثبت جديته وحقق رسالته حيث يعرض من خلاله أهم أفلام العالم التى حازت جوائز دولية من كبرى المهرجانات العالمية، كما يشجع صناعة السينما المصرية والعربية عبر دعم مشروعات الأفلام لشباب السينمائيين، ويدعم مشروعات صناع الأفلام المحترفين عبر منصة «سينى جونة» التى صارت مظلة تندرج تحتها مشروعات الأفلام الواعدة والمواهب التى تنطلق من خلالها. ولنتذكر دوماً أن سيدة الغناء العربى أم كلثوم طافت بحفلاتها داخل وخارج مصر عقب هزيمة 1967 دعماً للمجهود الحربى ولجيش مصر ونالت احترام العالم.