عندما ترى بعض الأعين الأبيض الناصع أسود، والحق الواضح باطلا، تمجد الظالم القاتل المعتدى، وتتشفى وتفرح لجسد طفل ممزق، ودماء شيخ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبيوت ودور عبادة ومستشفيات، تنسف بقنابل وصواريخ وقذائف خارقة للتحصينات، بمن فيها، قل على الدنيا السلام. هذا هو عالم الوحوش الذى نعيش فيه. دولة مارقة، تمارس كل أنواع القتل والتشريد والتعذيب والتنكيل، بشعب محتل أعزل، والعالم الذى يصف نفسه بالتحضر، والإنسانية، لايحرك ساكنا! بل يخرج قادته، دون استحياء، يلتمسون العذر لدولة البلطجة المارقة، فى ارتكاب كل الجرائم، ودهس كل القوانين والأعراف الدولية، بدعوى الدفاع عن النفس! مزقوا دساتيركم أيها الكاذبون، القوا شعاراتكم عن الحريات وحقوق الإنسان، فى صناديق القمامة. فقد ظهرتم على حقيقتكم، فلا ديمقراطية لديكم، ولاحريات ولاعدالة، ولا مساواة بين البشر. أنتم لستم سوى مستعمرين متعطشين للنهب والسلب والقتل والتنكيل، بمن يرفض الاستسلام لجشعكم ورغباتكم فى الاستيلاء على أراضي الشعوب الأخرى وخيراتها. شأنكم شأن آبائكم وأجدادكم من المستعمرين، الذين دأبوا على مدى قرون، فى استعباد الشعوب المسالمة فى مختلف أنحاء العالم، ونهب ثروات بلادهم الطبيعية. وها أنتم تدعمون كيانا استعماريا بغيضا، يضرب بالقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى عرض الحائط . تقدمون له الأسلحة الفتاكة مجانا، وتكبلون المحاكم الدولية ومجلس الأمن الدولى، فلا يستطيع أى منها أن يتخذ موقفا ضد قتلة مجرمين، لم يعرف لهم التاريخ مثيلا. تبا لكم، فقد فقدتم ما نفرق به بين الإنسان والحيوان، العقل الراجح، والمشاعر الإنسانية الراقية، والعدالة، والرحمة بالضعفاء والمرضى والمظلومين. تبا لكم يا قادة دول الغرب الظالمة الداعمة للكيان الصهيوني، مأوى اللصوص القتلة مصاصى الدماء. تبا لكم، وما أبشع عالم يسيطر عليه أمثالكم، من الظالمين معدومى الضمائر. آن الأوان لنا كعرب ومن شابهنا من الدول النامية، تعلم الدرس. فلا حقوق فى هذا العالم المخيف المرعب، إلا للأقوياء. جفت الأقلام وطويت الصحف.