span style="font-family:" Arial",sans-serif"على إثر سقوطه على الأرض، تجمع الكل من العمال وبعض الموظفين، ينشدون أخلاقه التي تميز بها، طوال عمله بالمصلحة، أسرع البعض، يحضرون الإسعاف لنقله إلى إحدى المستشفيات، المجاورة للمصنع، (الحج إمام) كبير العمال الذي يقدرونه في كل كلمة، تخرج من فيه.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"بلغ من العمر السابعة والخمسين، قضاها في قسم التغليف، نظرا لعزة نفسه التي يشهد لها الجميع، كانت "البسبور" الذي به، دخل القلوب، span style="font-family:" Arial",sans-serif"عندما يحدث مكروه لأحدهم، يذهب إليه مباشرة، يطمئنه بأن المشكلة بسيطة مع الصبر، هكذا جمع كنزا يحسد عليه، (السمعة الطيبة) span style="font-family:" Arial",sans-serif"لديه من الأبناء أربعة أكبرهم (عمر) في بكالوريوس الهندسة الميكانيكية، الأصغر (عادل) في الثانوية العامة، قسم أدبي، الأصغر (على) في الشهادية الإعدادية، وآخر العنقود (عويس) الذي يمزح معه كثيرا لأنه يشبه جده، وصاحب خفة دم.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الطموح من شيم "عمر" حرصه الشديد على التفوق رغم صعوبة الدراسة والتكاليف، وعد والده أنه سيعمل ليوفر المصاريف، يصحبه معه الحج إمام إلى المصنع، لرف وحمل، حل، ربط، ونظرا لتفانيه، يكافئه صاحب المصنع بما يستحق، من زيادة، فكرة واحدة تحتل فكره، السفر إلى الدول الشقيقة أو أوربا. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أسفر سقوطه عن مأساة، أصيب بكسور عديدة، عندما كان واقفا على السلم، يباشر عملية إنزال الصناديق المتراصة، خشية أن تنكسر لأن بعضها معشق بالزجاج.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"صار طريح الفراش، صُرِفت له مكافئة، لكنها لا تفي بالعلاج، والراتب قليل، استقال من عمله، خيم الحزن الشديد على (عمر) وتأجلت رحلة الطموح، span style="font-family:" Arial",sans-serif"ظل يداوم على العمل داخل المصنع، رغم كونه في نهائي البكالوريوس، يذهب في صمت ويعود في صمت.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ساءت حالة الحج إمام، فجأة اختفى عمر من المنزل، بدأ الحج يسأل عليه، أين عمر؟! أين عمر؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"إلى أن جاءت رسالة منه يقول فيها: - _ span style="font-family:" Arial",sans-serif"أنه موجود بها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ملأ الحزن أرجاء المنزل، حضر بعد غياب طويل، قبّل والده كثيرا، الحج غاضب منه، _ span style="font-family:" Arial",sans-serif"ابتسم عمر وأخبر والده أنه سيصحبه معه ليكمل علاجه، وهو يعمل مساعد مهندس لأحد زملائه الذين كان يشرح لهم.