تكتسب قمة كازان أهمية خاصة فى ظل استمرار معاناة عدد من الدول من تداعيات الأزمات الاقتصادية المتعاقبة وكذلك تزايد أعباء الديون وتكلفة التمويل مع ارتفاع معدلات التضخم العالمية.. وفى هذا السياق قال سيرجى ماركوف، مدير معهد موسكو للدراسات السياسية، ومستشار الرئيس الروسى السابق، إن «بريكس « أبرز المبادرات الاقتصادية العالمية فى الوقت الحالي، وهو يضم دولًا رئيسية ما يعزز مكانة المجموعة كتحالف عالمى جديد. وأشار ماركوف إلى أن «بريكس» يواصل جذب دول جديدة تسعى للاستفادة من التكتل لتعزيز استقلالها الاقتصادى والسياسى عن الغرب.. مشيرًا إلى أن الدول الأعضاء فى هذا التكتل قادرة على تقديم بديل قوى وواقعى للنظام الاقتصادى العالمى الحالي، وأن الدول الناشئة يمكنها من خلال «بريكس» لعب دور محورى فى إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية والسياسية الدولية، مما يمنحها صوتًا أكبر على الساحة العالمية. فى السياق ذاته أكد تيمور دويدار، رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية، أن انضمام مصر «للبريكس» خطوة استراتيجية، فمصر لاعب رئيسى يمكنه المساهمة بفعالية فى تعزيز التعاون الاقتصادى والتكنولوجى بين الدول الأعضاء. وأشار إلى أن العالم يمر بمرحلة مليئة بالتحديات، مما يجعل البحث عن نظام عالمى جديد أكثر عدلاً وشفافية أمرًا ضروريًا. وشدد دويدار على أهمية بدء حوار دولى لتحقيق توازن فى اتخاذ القرارات العالمية على أسس الشفافية والعدالة، وأن تحقيق ازدهار مشترك يتطلب شراكات قائمة على المنفعة المتبادلة. اقرأ أيضًا | لانا بادفان الباحثة بالعلاقات الدولية: موقع مصر إستراتيجى ويسهّل حركة التجارة لمجموعة «البريكس» وأشار إلى أن التوترات السياسية والاقتصادية المتزايدة على الساحة العالمية دفعت باتجاه ظهور تكتلات مثل «بريكس»، وهذا التكتل يسعى لتطوير نموذج اقتصادى بديل عن الأنظمة الاقتصادية التقليدية، وأن انضمام دول مثل مصر إلى هذا التكتل يعكس تقديرًا لمكانتها الإقليمية والسياسية، ويفتح الباب أمام تعزيز التعاون الاقتصادى والتكنولوجى بين الدول الأعضاء. ودعا دويدار لتسريع الجهود الرامية لإنشاء نظام اقتصادى وسياسى جديد يعزز من السلم العالمى ويحقق الازدهار الإنساني، وشدد على أن هذا التغيير سيحدث من خلال الشراكات الدولية القائمة على الثقة والتعاون المتبادلين وأكد على أن كلمة الرئيس السيسى خلال منتدى أعمال تجمع البريكس مطمئنة للاستثمار الأجنبى فى مصر. بينما قال إلهام لي، باحث فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الصين، إن انضمام مصر لبريكس خطوة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية كبيرة، لأن موقع مصر الجغرافى الفريد بالإضافة لدورها القيادى فى العالم العربي، يجعل لعضويتها فوائد كبيرة. وأكد أن انضمام مصر يتيح فرصًا اقتصادية وثقافية وسياسية لشركائها فى المنطقة. كما أشار إلى أن مصر يمكن أن تستفيد من التمويل الذى يقدمه بنك بريكس، كما تمثل المبادرات الاقتصادية للمجموعة فرصة حقيقية لمصر، ومنها التحول نحو التعامل بالعملات المحلية أو البديلة، مما يقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وأن المجموعة تطور عملة مشتركة مستقبلية لتسهيل التجارة بين الأعضاء. وأضاف لى أن توسيع مجموعة بريكس يعزز من ثقلها الاقتصادى والسياسى ولكنه يأتى مع تحديات معقدة، أبرزها اختلاف معدلات النمو الاقتصادى بين الدول الجديدة والدول المؤسسة، وهذا التفاوت قد يُشكل تحديًا أمام المجموعة فى الحفاظ على توازنها الاقتصادي. وأوضح أنه سيكون من الضرورى وضع معايير واضحة لاختيار الأعضاء الجدد، مما قد يؤدى إلى إعادة فتح مسألة توسيع العضوية فى كل دورة رئاسية. وأكد لى أن مجموعة بريكس تتميز بكونها غير تقليدية مقارنة بالتكتلات الأخرى، حيث تضم دولًا من أربع قارات يجمعها سعيها لتحسين أوضاع الدول النامية والناشئة. كذلك يتميز الهيكل السلعى لصادرات دول بريكس بالتنوع، مما يمنحها فرصًا كبيرة لتطوير التجارة البينية وتكامل سلاسل الإنتاج، ويُتوقع أن يُعزز انضمام مصر الروابط التجارية، ويوفر فرصًا أكبر للتعاون الاقتصادي. ومن باريس، أكد ماهر نيكولاس، مدير المركز الأوروبى الآسيوي، أن انضمام مصر والسعودية للبريكس تحول جيوسياسى كبير، مشيرًا إلى أن مصر تُعتبر ركيزة فى منطقة الشرق الأوسط، بينما تمثل السعودية محورًا استراتيجيًا على طريق الحرير. وأشار أيضًا إلى أن البريكس يمثل فرصة اقتصادية جديدة للدول الأعضاء، لتستفيد من القوة الصناعية للصين والنمو الاقتصادى السريع فى الهند، كما يرى أن البريكس بات يشكل بديلًا قويًا فى النظام العالمي، مما يعزز مكانة الدول الناشئة فى إعادة رسم الخريطة الاقتصادية الدولية.