بعد عام من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، وتمدها الآن إلى لبنان الشقيق.. يبدو نتنياهو وكأنه - رغم جرائم القتل والإبادة- يسير بإسرائيل نحو المصير المحتوم لكل احتلال عنصرى فاشى مهما امتلك من عناصر القوة الخادعة!! مجرم الحرب الذى كان قبل أيام يمسك بخريطة الأوهام الصهيونية ويتوعد بأن آلة القتل والتدمير لديه ستفرض الشرق الأوسط على مقاسه وبشروط الهوس الصهيوني.. يجد نفسه بعد عام من حرب الإبادة المجنونة محاصرا بصواريخ المقاومة التى استهدفت تل أبيب من خان يونس الذى لم يترك فيها إلا الدمار، بينما صواريخ حزب الله تدك المدن الرئيسية الإسرائيلية وتضرب المواقع العسكرية المهمة وتوقع الخسائر البشرية والمادية فيها وفى مصائد الموت التى تنصبها على الحدود اللبنانية لجنود نتنياهو الذين ظنوا أن اجتياح لبنان سيكون نزهة قصيرة!! يأتى ذلك وسط عزلة دولية غير مسبوقة للكيان الصهيونى، وانتظار أوامر الاعتقال الدولية بحق مجرم الحرب نتنياهو ووزير دفاعه، ورفض عالمى للهوس الصهيونى الساعى لتوسيع الحرب بأى طريقة، كان آخر حلقاته هو إعلان الرئيس الفرنسى ماكرون بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وعدم تسليم أى أسلحة لإسرائيل يمكن استخدامها فى عدوانها على غزةولبنان، وهو موقف يزيد الضغوط الكبيرة على الموردين الأساسيين لأسلحة الموت التى ترتكب بها إسرائيل جرائمها وخاصة الولاياتالمتحدة وألمانيا لكى تراجع موقفها الذى يتعارض مع القوانين الدولية والمحلية ومع إرادة غالبية مواطنيها التى تطلب إيقاف تصدير السلاح لحكومة مجرمى الحرب!! الذى يغيب بالفعل عن المشهد هو التحرك العربى الفاعل واستخدام الأوراق العديدة التى يملكها العرب.. ما حذرت منه مصر من البداية يتحقق.. استمرار الحرب لا يعنى إلا توسعها وتفجير المنطقة كلها، والهوس الصهيونى ليس له حدود حتى مع استمرار الفشل فى تحقيق أى هدف حقيقي. موقف فرنسا الجديد الذى أيدته مصر بقوة أيا كانت نتائجه- يعنى فتح الباب لفرض العقوبات على إسرائيل.. هل نأمل فى موقف عربى موحد يطلب - مع الرئيس الفرنسى- إيقاف تصدير السلاح لإسرائيل حتى تنهى حرب الإبادة التى تشنها على فلسطينولبنان، ولكى يدرك العالم استعدادنا لدعم هذه الدعوة، وأن تكون صفقات إرسال شحنة قنابل وصواريخ لإسرائيل قد انتهت!!