هدية مؤلمة أخرى تصل لنتنياهو فى ذكرى مرور عام على حرب الإبادة التى يشنها فى غزة(!!) الرئيس الفرنسى ماكرون يدين استمرار الحرب ويرفض تحويل لبنان إلى غزة أخرى، ثم وهو الأخطر يُطالب بالتوقف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل لتواصل المعارك فى غزة، مؤكداً أن الأولوية ينبغى أن تكون للحل السياسى. نتنياهو انتفض سريعاً للرد بعنف مردداً مزاعمه المعتادة عن الحرب ضد «المتوحشين» ومديناً دعوة ماكرون وعدد من زعماء الغرب لإيقاف إرسال الأسلحة لإسرائيل، واصفاً ذلك بأنه «عارٌ عليهم» سيطاردهم طويلاً، وأن إسرائيل ستنتصر بالأسلحة الغربية أو بدونها.!! الرئاسة الفرنسية ردت مهاجمة نتنياهو، ومؤكدة على صداقة فرنسا لإسرائيل وحرصها على إرسال الأسلحة الدفاعية لها، وأن حديث ماكرون يقتصر على الأسلحة التى تُستخدم فى الحرب على غزة. ورغم ذلك تبقى لتصريحات ماكرون أهميتها وخطورتها التى أفزعت نتنياهو.. فالدعوة لوقف إرسال الأسلحة هنا تأتى من دولة تمثل الزعامة السياسية لأوروبا، وفرنسا ضاعفت تحركاتها بعد تصاعد العدوان الإسرائيلى على لبنان، وكانت وراء اقتراح الهدنة الذى نسفه نتنياهو كالعادة بالاغتيالات ثم الهجوم البرى. فرنسا كما قالت لا تُرسل أسلحة هجومية لإسرائيل، وتكتفى بإرسال ذخيرة وقطع غيار وأسلحة دفاعية فى حدود 30 مليون دولار فى السنة. لكنها هنا تقول إن العدوان الإسرائيلى جاوز كل الحدود، وأن الدفاع عن حق إسرائيل فى الوجود لا يعنى الدفاع عن حقها فى التنكيل والتدمير والإبادة الجماعية، وأنه قد آن الأوان لمنع تسليمها الأسلحة التى تستخدمها إسرائيل فى حربها الجنونية فى غزةولبنان. اللغة الدبلوماسية التى يستخدمها الفرنسيون لا تُخفى خطورة الدعوة حين تأتى من فرنسا، وفى ظل تحركات شعبية تتصاعد فى أوروبا وأمريكا تطالب بفرض العقوبات على إسرائيل، وحين يرافقها حديث ماكرون نفسه عن «ازدواجية المعايير» التى يمارسها المجتمع الدولى.!! يقول نتنياهو إن العار سيلاحق كل من يطلب منع تسليم إسرائيل أسلحة القتل التى تستخدمها فى فلسطينولبنان.. العار الحقيقى سيلاحق مجرمى الحرب الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو نفسه.. العار الحقيقى سيطارد قتلة الأطفال ومُرتكبى المذابح ضد المدنيين الأبرياء مِن «دير ياسين» وحتى الآن.. والعار أيضاً سيلاحق كل من يمدهم بالسلاح ويدعمهم عسكرياً وسياسياً. العار لكل هؤلاء والحساب العادل وإن تأخر قادمٌ لا محالة.!!